معالي وزير التعليم الدكتور محمد العيسى، ذكر ما هو معروف للكل فيما يخص مفهوم المدرسة، وبأنها ليست مجرد دروس وحصص وفصول، وإنما دورها المساهمة بفعالية في تشكيل هوية الطالب وبناء شخصيته، وفيها تقدم القيم والمعارف والسلوكيات الحسنة.. ومما ذكره معالي الوزير: حاجة تعليمنا إلى إعادة الهيبة والانضباط إلى النظام التعليمي؛ لأن مدارسنا تهاونت كثيرا في احترام الوقت، وشجعت الطلاب على الغياب وعدم أداء الواجبات وضعف المشاركة والتسيب.. وشخص الوزير مشكلات تعليمنا بأنها متجذرة ومتراكمة عبر عقود من الزمن؛ لأنها كانت تعالج من منظور قصير المدى!! حل أي مشكلة يبدأ من معرفتها وتشخيصها، وما طرحه الوزير معروف للجميع، ولكن قاعدة (سددوا وقاربوا) المتبعة في واقعنا بمفهومنا المجرد، والتي ذكرها معاليه في مجمل حديثه، هي مشكلتنا التي تزيد كل قضايانا المفصلية تعقيدا؛ لأننا بها نجامل ونتقي غضب البعض، ونتخوف أن يساء الفهم، ونشكك في توجهات البعض، ونفسح المجال لمن لا يملكون التخصص، ونساير من يتشاءمون من التغيير، ونتجنب من يثيرون الرأي العام؛ لذلك تبقى حلولنا بمثابة المخدر الوقتي، الذي تأتي نتائجه استمرار الألم وزيادة الشكوى.. كل ما نعانيه في واقعنا من موانع تكون عثرة أمام كل الحلول، سببها تغليب المصالح الشخصية وصراعات التيارات والخلافات الفكرية، وافساح المجال لغير المختصين، وإضاعة الوقت، وتبديد الجهود، والتوجسات والمخاوف المكبوتة، والتدخلات لمن ليس لهم خبرة أو حكمة.. كثيرا ما نقول إن حلول أي مشكلة في واقعنا يتحملها المسئول والمواطن، وبذلك نبقي الرؤية ضبابية وكأن تحمل المسئولية يبقى اختياريا.. لأن المواطن يتمنى ويطلب الإنجاز وينتظر النتائج الايجابية التي يفترض أن يخطط لها المسئول، ومن أجلها تحدد الضوابط والتشريعات والأنظمة حسب إستراتيجية مدروسة، ولا يكون المجال مفتوحا لأي مواطن ممانع متوجس أو معيق لا يملك التخصص والخبرة وبذلك تكون جهود المسئول حبرا على ورق! من أجل التطوير الشامل؛ نحن بحاجة إلى رؤية مستقبلية، يكون شعار الجميع فيها «خططوا واعملوا وحاسبوا».