ازداد اهتمام العامة مؤخرا بالعمل التطوعي وزاد الوعي، وأصبح العمل لا ينتظر مكافأة في نهاية الأمر، بل هناك أعمال خيرية يقف عليها الكثيرون ممن يسهرون الليالي، ويقفون الساعات الطوال بغية الأجر والثواب من الله، وتحقيقا للسعادة الذاتية التي تنبع عند رؤية نفع هذه الأعمال. هنا نذكر واقعية ذلك العمل الجميل الذي يدفع أصحابه للقيام به رغم ضيق الوقت، تلك التجربة التي قادها أصحابها أو من يعرفهم ممن خاضوا تجارب جميلة وممتعة في المجال التطوعي. بالنسبة لي موظفة بدوام كامل وأم لثلاثة أطفال، قد يبدو الوضع مستحيلا للقيام بأعمال تطوعية في ظل هذا الجدول المليء بالأشغال، لكن التطوع يمثل جزءا من اتجاه المجتمع. والتطوع يعطي قيمة بالعمل كوني مدرسة اجتماعيات ورئيسة في جمعية بر الآباء، غالبا أخرج مسرعة من عملي لحضور اجتماعات الجمعية؛ لأن وجودي مهم جدا، وبعد الاجتماع علي العودة سريعا لأجهز وجبة العشاء لأطفالي، حيث إن التطوع لا يعني مساعدة الناس الذين تعرفهم فقط، بل التطوع مساعدة غرباء يحتاجونك بشكل أكبر. وعبرت بأن سبب اختيارها التطوع في مجال عملها يعود لإدراكها الوضع الذي قد يحطم آمال الشباب في بعض الأمور في الحياة. ويجب تطوير الشباب في العمل التطوعي وتنشئة الابناء على غرس قيم التضحية وروح العمل الجماعي منذ الطفولة كبرامج تعليمية تحث الطلاب والطالبات على العمل التطوعي لما فيه من تكافل اجتماعي، وان يمارس الاعلام دورا اكبر في توعية المواطن ورفع مستوى الاثر الاجتماعي من العمل التطوعي، وايضا حث كل انسان عنده خبرة في اي مجال يفيد المجتمع على ان يقدمها دون تردد من تحفيز وتطوير الذات وتوعيتهم بحقوقهم لحماية انفسهم، وتدريب المتطوعين وتأهيلهم بكيفية التعامل مع المجتمع وتعريفهم بمفهوم التطوع وما فيه من فوائد نفسية وجسدية للمتطوع. ان لذة السعادة الحقيقية للمتطوع في ادخال السعادة في قلوب الآخرين. * مديرة جمعية بر الآباء