عندما نتجاهل الفعل, ونركز على ردة الفعل, لن نصل في نهاية المطاف لحل أي معادلة أو معضلة رياضية تطفو على ساحتنا المتعبة والمحملة أصلا بالقشر لا بالجوهر. وما جرته لنا ثقافة النقد والسلب والهضم للإدارة والمدرب على صعيد الأندية, امتد للمنتخب، فكل شيء عندنا متهم إلا اللاعب, فهو بعيد عن سياط النقد حتى لو كان بطلا لكل الفصول المفتعلة في الرواية. في ثقافتنا الإعلامية - بكل وسائلها المكتوبة والمرئية والمسموعة - عادة نميل للسهل لننال منه, أو بمعنى أصح ننجر خلف المتداول, دون أن يكون هناك تدقيق أو تمحيص, لذلك فان النتيجة دائما تكون معروفة, والضحية مكررة, أما الرئيس أو الإدارة أو المدرب, ففي مشهد لم يعد مثيرا في كل القضايا المطروحة, لأن النتائج معروفة سلفا. أتساءل مثل غيري : ألم يحن الوقت لمحاكمة اللاعبين إعلاميا وجماهيريا؟ فبعض القضايا لا تحتاج لفلسفة, ولا تتطلب أن يلبس الإعلام عباءة المحاماة لبعض اللاعبين, لتبرئة ساحتهم, فهم موغلون في وحل الخطيئة (الرياضية) مع تكامل أركان القضية ضدهم, لكن المفاجأة أن تجد أصواتا وأقلاما, وفرادى وجماعات يتطوعون بالدفاع عنهم, وفي أغلب الأحيان ليس حبا فيهم ولا في فنهم أو مهاراتهم أو تاريخهم, وإنما لتصفية حسابات جانبية مع آخرين, ليس إلا. ليس من المعقول, أن نرى أقلاما وأصواتا تستبسل في الدفاع لحد الاحتقان والتشكيك ووصف الآخرين بأبشع الصفات في موقف ما , وهي نفسها تتخذ لغة الهجوم في نفس الموقف والظروف المتشابهة, كل الذي اختلف هو الأسماء لا غير. هذا الخلل الذي أصبح واضحا للعيان , ووقع فيه الإعلام في حالات كثيرة ضحية للميول, لا يظهر إلا عندما يتعلق الأمر بمنظومة اللاعبين والنجوم, وإن ظهر في ملفات أخرى فانه يظهر بخجل أو على استحياء , وليس على عينك يا تاجر , كما يحدث في قضايا ملف اللاعبين. متى نستشعر أننا بحاجة ماسة لثقافة جديدة اسمها محاكمة اللاعبين, بدل اللف والدوران, وتحميل الأخطاء جملة وتفصيلا لآخرين, تماما كما حدث للاعبين المتأخرين أو المتغيبين, أو الخارجين عن النص في معسكرات المنتخب, ورميها على أناس ليس لهم ناقة ولا جمل فيما حدث ..!!.