طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خلال تظاهرة أمس الجمعة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العمل على تحقيق إصلاحات جذرية شاملة وتحمل المسؤولية من أجل "إنقاذ العراق". وشارك آلاف من أنصار التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر في تظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد لتأكيد مطالب التيار بمحاربة الفساد وإجراء إصلاحات واسعة للحكومة. وقال الصدر في كلمة مسجلة بثت عبر شاشة كبيرة في ساحة التظاهر التي احتشد فيها متظاهرون حمل اغلبهم اعلاما عراقية: إن "الفساد قد وصل الى مرحلة خطيرة استشرى في كل المفاصل". وأضاف: "اطالب رئيس الوزراء وبالتعاون مع البرلمان بتحمل المسؤولية من اجل انقاذ العراق". من جانبه، قدم العبادي الخميس "وثيقة اصلاحات شاملة" الى الكتلة السياسية بهدف القيام بإصلاحات تشمل تعديلا وزاريا يعتمد على وثيقة تصادق من قبل الكتلة السياسية. بدوره قال الصدر: "نأمل ان تكون هذه المرة اصلاحات حقيقية. لا نريد اصلاحات ترقيعية جزئية على الاطلاق". وتوجه الى المتظاهرين قائلا: "علينا الاستمرار بالتظاهر حتى الوصول لإصلاحات جذرية شاملة". كما دعا الصدر رئيس الوزراء الى المبادرة ب"توزيع بعض الاراضي التي نهبتها الايادي الحكومية السابقة على مستحقيها" في اشارة الى المحتاجين. وطالب بجعل الكهرباء مجانية لأصحاب الدخل المحدود أو باجور رمزية واستقطاع نصف رواتب الرئاسات الثلاث (الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان) وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وعوائل الشهداء. شارك في التظاهرة -التي رافقتها اجراءات امنية مشددة شملت إغلاق جسرين رئيسيين يؤديان الى المنطقة الخضراء وطرق مهمة وسط بغداد- انصار التيار من محافظة مختلفة. وقال ابو حسين الموسوي (41 عاما) وهو موظف حكومي من النجف، جنوببغداد: إن "هذه التظاهرة بادرة خير لوقف الفساد. وانا اتظاهر بدافع حب الوطن ولمحاربة الفساد". وردا على سؤال في حال عدم جدوى الاصلاحات، قال الموسوي: "اذا لم يحدث تغيير حكومي سندخل المنطقة الخضراء لإزاحة الفاسدين" في اشارة الى مقر الحكومة والبرلمان. وعلى ذات الصعيد، شهدت مدن عراقية اخرى بينها البصرة والناصرية في الجنوب تظاهرة مماثلة لانصار تيار الصدر تطالب بالاصلاح ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد وتحسين جميع قطاعات الخدمات في البلاد خصوصا الكهرباء. ورغم دعم السيستاني والمطالب الشعبية، يرى محللون ان اجراء اي تغيير جذري في العراق سيكون صعبا؛ نظرا للطبيعة المتجذرة للفساد واستفادة الاحزاب منه، اضافة الى تعقيدات الوضع السياسي والمذهبي.