يحركنا القلق، وتستهوينا الإثارة، ويحفزنا الشك، ويبقى المنع هو المطلب من البعض، والبعض الآخر يتمنى تجاوز الحرية المسئولة.. كل هذا أصبح من عاداتنا السنوية، التي تتزامن مع معرض الكتاب الدولي في الرياض.. هل فعلا نؤمن بأهمية الكتاب والقراءة حتى يختلق البعض تلك الضجة المفتعلة من التشكيك والاتهام والتوجس! وهل البعض من المؤلفين ومن خلال كتبهم التي لا تعدو إلا اجترارا للتاريخ تسهب بعد جهد جهيد في تفسير الماء بأنه ليس إلا ماء.. إن كانت الحقائق تقول إن الكتب التي تلاقي رواجا أكثر في عالمنا العربي هي كتب الطبخ وكتب تفسير الأحلام.. هذا قبل أن تشغلنا وسائل التواصل التي تحفزنا للنشر!!! فماذا عسى أن يخيفنا من الكتاب!!.. والبعض لا يقتني الكتب إلا ليجعلها على الرف؛ لتبقى القراءة هي الهواية التي لا نهواها.. وليكون ما يمنع هو ما يحفز ليقرأ.. في مجتمعنا ما يقارب 70% من شبابنا يحملون الشهادة الجامعية، وفي ظل التقنية الحديثة هم قادرون على الإطلاع على كل ما نمنعه عنهم.. إن كنا نخاف عليهم فهذا يعني أن هناك خللا في مسئولية التحصين.. الأسرة.. التعليم.. الإعلام.. المنابر.. ثقافة المجتمع التي في بعض الأحيان يحركها العرف ولا يقنعها العقل والمنطق. تقام الكثير من المعارض التي تشجع على الاستهلاك، وأخرى تكون ولا يكون لها أي فائدة، ولكن تبقى معارض الكتاب هي الفارق؛ لأن فيها ما يمنع، وهناك من يهتم لمتابعة كل ممنوع!! بالتأكيد هناك كتب ضبابية تروج للطائفية والعنصرية والاساءة للمعتقد.. وهي أحق بالمنع.. أما ما عداها ففيها نظر.. يبقى ما نحتاجه هو ما نختلف عليه ولا نبحث عنه!! القراءة هي الوسيلة الأساسية للمعرفة وهي لا يمكن أن تكون خطرا.. الخطر هو ألا نعرف ماذا يكتب الأعداء، وكيف يفكرون، وعلى ماذا يخططون، وماذا يقولون عنا حتى ولو كانوا من بني جلدتنا.. إعلامي