أطلق النظام الإيراني أمس صاروخين باليستيين بمدى 1400 كلم تقريبا، حسبما أعلن المسؤول الثاني في الحرس الثوري الإيراني، وذلك غداة تجربة مشابهة أثارت التساؤلات حول جدوى هذه المناورات، وهو ما فسره مراقبون بأنها أتت من اتساع الخوف لدى القادة الإيرانيين من مناورات "رعد الشمال" الضخمة التي تجري في أراضي المملكة العربية السعودية، وبينما تبجح الجنرال حسين سلامي بأنه "تم اطلاق صاروخي قدر-اتش وقدر-اف ودمرا الاهداف والمواقع المحددة" على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران، حسبما نقلت عنه وكالة "ارنا" الرسمية، تشيرالتصرفات الإيرانية المتسارعة إلى عمق أزمة قادة الحرس. وقال ل "اليوم" القيادي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز طارق الكعبي: إن إيران باتت تشعر بخطر شديد جراء تصاعد وتيرة العمل المقاوم للشعوب غير الفارسية والأحواز المحتلة على وجه الخصوص، وأضاف الكعبي في اتصال هاتفي مع "اليوم": إن الدليل يكمن في تأكيد المسؤولين الفرس المستمر على ما وصفوه بالوحدة والتناغم في جغرافية ما تسمى بإيران. ووصف القيادي الأحوازي المناورات التي أجرتها قوات الحرس الثوري التابعة للنظام الإيراني صبيحة أمس الأول الثلاثاء بأنها أجريت لتبين مدى الخوف الذي أدخلته مناورات (رعد الشمال) التي تقودها المملكة العربية السعودية في قلوب قادة الحرس الثوري، وتؤكد على حقيقة ما وصل إليه ذلك النظام من رعب. وجدد القيادي في الحركة الأحوازية تأكيده على أن المقاومة الوطنية الأحوازية بقيادة كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز تعرف نقاط ضعف الدولة الفارسية وتعتبر هذه المناورات مجرد "بروبوغاندا" إعلامية لا أكثر، وكشف أن المقاومة الوطنية الأحوازية استهدفت في العديد من العمليات الناجحة مقرات للحرس الثوري ومنشآت نفطية لدولة الاحتلال الفارسية. وكان الحرس الثوري التابع لإيران أجرى مناورات صاروخية باليستية يصل مداها إلى 2000 كم تحت عنوان "اقتدار الولاية"، في الوقت الذي نقلت فيه وكالات أنباء فارسية أن هذه المناورات الصاروخية أجريت تحت إشراف القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، وقائد سلاح الجو في قوات الحرس الثوري العميد علي حاجي زادة. وبحسب وكالة "تسنيم" للأنباء التابعة للحرس الثوري التي نقلت تصريحا لقائد سلاح الجو العميد علي حاجي زادة قال فيه: إن مناورات "اقتدار الولاية" بدأت في الدقائق الأولى من الفجر ، تحت شعار "استعراض القدرة والأمن المستديم في ظل الوحدة والتناغم والوئام والتعاضد". وأكد حاجي زادة حسب الوكالة أن الحرس الثوري أطلق في هذه المناورات عددا من الصواريخ الباليستية يبلغ مداها 2000 كم من مختلف أرجاء ايران، كما تم اطلاق صواريخ بمدى 800 و500 و300 كيلومتر في هذه المناورات. من جهته، أعلن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أمس أن الولاياتالمتحدة ستتحرك في حال تأكد قيام ايران بتجارب اطلاق صواريخ باليستية، وقال بايدن في تصريح صحافي: "أود ان أؤكد مجددا، لأني اعلم انه لا يزال هناك شكوك لدى البعض، سنتحرك في حال خرقوا فعليا الاتفاق (النووي)". واضاف بايدن: "سنتحرك اينما لاحظنا نشاطا"، مشيرا الى ان الانشطة التي يقومون بها "خارج الاتفاق". وحذرت واشنطن الثلاثاء من انها قد تطرح القضية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة، وستقوم باتخاذ المزيد من الخطوات بعد فرض عقوبات اميركية متعلقة ببرنامج الصواريخ الايراني في يناير الماضي.