قاد "برنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة" جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة في الأحساء الى منصة التتويج لجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز - يرحمها الله - والبرنامج إحدى المبادرات المقرة من وزارة الشؤون الاجتماعية, وهو برنامج تأهيلي منته بالتوظيف, وهو ثمرة تعهدتها شراكات مجتمعية واعدة جمعت بين مؤسسات المجتمع المدني الحكومية والأهلية والخاصة, حيث كان البرنامج من تنظيم الجمعية وبدعم من برنامج المسؤولية الاجتماعية "للعطاء وجوه متعددة" ببنك الرياض, وبشراكة مع هيئة الري والصرف بالأحساء الجهة التنفيذية وحول ذلك بشكل موسع يحدثنا د. سعدون بن سعد السعدون رئيس مجلس ادارة جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة في الأحساء الذي تناول في حديث شامل كل ما يهم المعاقين في المحافظة: برنامج التدريب الزراعي وجائزة الأميرة صيتة أولاً : دعني أتقدم بشكري الجزيل لمكتب اليوم بالأحساء على هذه الاستضافة, كما يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - ولسمو ولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على ما يقدمونه من دعم وتمكين لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة, كما لا يفوتني أن أتقدم بموفور الشكر للأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية, وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء الرئيس الفخري للجمعية على ما يوليانه من اهتمام ومتابعة للشأن الاجتماعي في أحسائنا الحبيبة بصفة عامة وشأن الأشخاص ذوي الإعاقة بصفة خاصة, بالإضافة إلى الدور الطامح الذي يضطلع به وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصيبي، وما لمسناه في الجمعية من دعم ومساندة من المسؤولين في الوزارة. أما بالنسبة لجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز - رحمها الله - فبفضل الله كان لتضافر الجهود المبذولة والدور الذي قام به السادة أعضاء مجلس إدارة الجمعية وإدارتها التنفيذية ووعي أهالي ذوي الإعاقة بأهمية العمل من أجل هذه الفئة، كان لذلك كله أثر بارز في تحقيق الجمعية لهذه الجائزة, حيث إن هذه الجائزة تعتبر حافزاً كبيراً للنشاطات الخيرية التي تعنى بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة، كما أنها تأتي في سياق دعم الدولة - أيدها الله - للمبادرات التنموية الفاعلة، والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة بما يتجلى في رعايتهم ودعمهم وتأهيلهم ليكونوا سواعد منتجة في مجتمعاتهم. والجائزة من خلال موضوعها لهذا العام "التمكين الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة" خير حافز لبذل المزيد من أجل النهوض بحقوق هذه الفئة، والتماس السبل المفضية إلى استحداث البرامج الكفيلة بالتمكين التنموي بصفة عامة, وتلك التي تستهدف التمكين الاجتماعي والاقتصادي بصفة خاصة, بالإضافة إلى المثابرة في تحقيق القيم النبيلة التي تؤكد عليها المفاهيم الأخلاقية للجائزة، إذ تعد هذه الجائزة - بلا شك - منصة إبداعية دافعة نحو تلمس المعايير المنظمة للقطاعات الخيرية على اختلافها نحو نموذج خيري تنموي مشرف. أما بالنسبة لبرنامج الجمعية الفائز بالجائزة "برنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة" فقد جاء كإحدى المبادرات المقرة من وزارة الشؤون الاجتماعية, وهو برنامج تأهيلي منته بالتوظيف, وهو ثمرة تعهدتها شراكات مجتمعية واعدة جمعت بين مؤسسات المجتمع المدني الحكومية والأهلية والخاصة, حيث كان البرنامج من تنظيم الجمعية وبدعم من برنامج المسؤولية الاجتماعية "للعطاء وجوه متعددة" ببنك الرياض, وبشراكة مع هيئة الري والصرف بالأحساء الجهة التنفيذية, ومخابز فوشيه, جميعها تبنت فكرة السعي الجاد لتبني فكرة دمج هذه الفئة في المجتمع من خلال تأهيلها وتذليل المصاعب التي قد تعترض سبيلها باعتبارها رافداً يدرُّ منافع كثيرة للوطن، وتوفير بيئة نموذجية آمنة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة تعمل على تحقيق الذات وروح الانتماء. لقد بدأ البرنامج بالفوج الأول عام 1432ه مستهدفًا 15 شابًا من خريجي معاهد التربية الفكرية على مدى ستة أشهر تلقوا فيها عدة مهارات من مهندسين زراعيين متخصصين في المشاتل وزراعة المسطحات الخضراء والعناية بالنخيل والتمور ورعاية المحاصيل الحقلية ووقاية النباتات ورعاية المناحل، ليستمر لخمس سنوات على التوالي، وليبلغ عدد خريجي البرنامج 77 مستفيدًا من الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية البسيطة، جميعهم لم يجدوا سابقًا قطاعًا يحتويهم, وليتحولوا بعد ذلك من طاقات مهدرة إلى طاقات منتجة تسهم في بناء الوطن من خلال انخراط جل هؤلاء الخريجين في وظائف بين القطاعين العام والخاص، فما أن يتخرجوا حتى يدب شعور يكتنفهم وهم يتذوقون طعم الإنجاز، بالإضافة إلى استكشافهم ذواتهم من جديد فقد أصبحوا اليوم عناصر فاعلة لها قيمتها المجتمعية يتطلعون إلى أن يكونوا لبنات صالحة في بناء هذا الوطن الشامخ. وإن ما يجعل هذا البرنامج التأهيلي ذا طابع مميز تلك الديمومة غير المتناهية من الآمال والتطلعات التي نهدف لها وتنعكس بدورها على المستفيد؛ إذ إنَّ معظمهم ما أن يُنهي هذا البرنامج حتى ينخرط في وظيفة تساعده على الإيفاء بمتطلبات الحياة وتحقق له آماله في ذات الوقت، لتبدأ بذلك قصة نجاحات متجددة فريدة من نوعها، وظيفة، اقتناء سيارة جديدة، زواج، ثم مولود جديد ... وهكذا تتوالى الأحلام لتصبح حقيقة على أرض الواقع. استرداد الأطراف المسلوبة استطاعت جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء من خلال مشروع برنامج العلاج التأهيلي أن تقدم خدماتها ل 131 مستفيدا من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية ومتعددي العوق، وبإنفاق بلغ 523،766 ريالا منذ انطلاق المشروع؛ حيث يسعى البرنامج إلى إعادة الأمل لديهم باسترداد أطرافهم المسلوبة عبر تحفيز الإحساس الموضعي العصبي، وكذلك التخفيف من التقرحات والآلام الناتجة عن الشلل وتبلد الإحساس بالأطراف ضمن خدمات تشمل: العلاج التأهيلي العادي والشامل للكبار والصغار، وشد فقرات الظهر، وجلسات العلاج الطبيعي المنزلي وغيرها.. وعبر مراكز صحية متخصصة، وهذا البرنامج من الأهمية بمكان، حيث يعد فرصة لتخلص الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية ومتعددي العوق من العجز وظروف الإعاقة إذا ما اتبعوا البرنامج بعناية ومتابعة، كما تعد استمرارية العلاج التأهيلي مهمة كبرنامج وقائي يضمن عدم تدهور حالتهم، وعدم تعاظم الآلام المصاحبة بسبب ضمور العضلات، في حين يتسبب عدم خضوع ذوي الإعاقة الحركية ومتعددي العوق لجلسات العلاج الطبيعي أيضًا إلى تقرحات الطفح الجلدي، الأمر الذي قد يتسبب - لا قدر الله - في حدوث مضاعفات لا تحمد عقباها. والحقيقة أن هذا البرنامج يأتي من واقع حرص الجمعية على تحقيق متطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة والحد من العقبات التي تواجههم بسبب ظروف إعاقتهم، وتمكينهم بما يذلل المصاعب التي تواجه أساليب حياتهم، كما أنه يمثل ضمانا للجودة والاشتراطات والمعايير الطبية الملائمة في العلاج التأهيلي للشخص ذي الإعاقة من خلال تواصل الجمعية المباشر مع القنوات الطبية والصحية على اختلافها لضمان تحقق تلك الاشتراطات, حيث يتلقى المستفيد 12 جلسة شهرياً، يقوم قسم خدمات المستفيدين من خلالها بمتابعة سير العملية التأهيلية ومدى تحسنها عبر تقارير دورية. وقد رأينا بالفعل كيف أن حالات عديدة كانت تعاني الشلل النصفي التام, واليوم - بفضل الله - ثم بهذا البرنامج تمكنت من تحريك أطرافها، بل والوقوف على قدميها! بالإضافة إلى كون المشروع يسهم في تحقيق مبدأ التكافل المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية من خلال إتاحة الفرصة لمؤسسات المجتمع المدني بالمشاركة في دعم جزء مهم من متطلباتهم الملحة. تحقيق أكواد الوصول الشامل الأشخاص ذوو الإعاقة هم محور العملية الاجتماعية والرسالة التي تؤديها الجمعية, وهم المعنيون بجميع ما نطرحه ونعمل من أجله؛ لذا فإن إيجاد فرق تضم فئات إعاقات بعينها أصبح أمرًا ملحًا يختصر كثيرًا من الإجراءات, فمجلس إدارة الجمعية عندما أقر تبني ودعم فريق عطاء كان يرجو من ذلك الوقوف بشكل مباشر وعن قرب على العقبات التي تواجههم، وكذلك الاستماع إلى مقترحاتهم, لذا فإن المجلس اليوم، بالإضافة إلى حرصه على البذل المعول على فريق عطاء لذوي الإعاقة الحركية فهو يضم أحد أفراده وهو الأستاذ ياسر السليم عضوًا في المجلس, والفريق له مبادراته الخلاقة والإبداعية والتوعوية, وإسهاماته لا تتوقف عند حدود إشكالات الإعاقة الحركية بل تتجاوزه إلى جهودهم التطوعية والتوعوية بما يتعلق بتنمية الوعي المجتمعي تجاه قضايا الإعاقة وقضايا السلامة المرورية, كما أن له العديد من الأنشطة الرياضية والترفيهية والمشاركات المجتمعية. ونتطلع من خلال هذا الفريق إلى حل الكثير من المعضلات التي تحول دون تهيئة البيئة العمرانية من أجل تحقيق أكواد الوصول الشامل, وكذلك تهيئة القطاعات الصحية في الأحساء لتتسق ومتطلباتهم وتطلعاتهم. إشاعة ثقافة تعلم لغة الإشارة لا أخفيك سرا أخي عادل .. فقد وضعنا أنفسنا في الجمعية أمام تحدٍ لاستقطاب هذه الفئة ذات الإعاقة السمعية «الصم» وذلك يعود لطبيعة هذه الفئة الحساسة التي تؤثر العمل في مجموعتها. لقد أولت الجمعية هذه الفئة جل اهتمامها وحرصنا على دعم مركز الصم الثقافي الذي أسسوه، حيث يمارس فيه المستفيدون عدداً من المناشط الثقافية والاجتماعية والألعاب الرياضية خاصة الرمضانية، ولديهم مسؤولون منهم يقدمون بأنفسهم خطة وبرنامجا سنويًا لفعاليات المركز للجمعية التي تقوم بدورها بدراسة الخطة ورصد ميزانية خاصة بها ضمن ميزانية الجمعية العامة، بالإضافة إلى أن الجمعية قد أنشأت قسماً خاصاً لتقديم الخدمات لذوي الإعاقة السمعية يضم كوكبة من المتخصصين والمترجمين في لغة الإشارة المحترفين والعاملين مع هذه الفئة، أيضا قمنا بإنشاء مركز لعيوب النطق والكلام ترعاه وتنفذه الجمعية بدعم من مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية وهو "مركز معاً للتخاطب" لتأهيل ضعيفي السمع على الكلام من أجل مساعدتهم على النطق السليم وإثرائهم لغويا وعلاج مشكلات الصوت والنطق على اختلافها، كالتأتأة والحبسة الكلامية والتأخر اللغوي وغيرها، سعياً منا إلى الحد من تفاقم المشكلة والتدخل المبكر لعلاج عيوب النطق والكلام، وتوفير بيئة آمنة متخصصة لتقديم الخدمة العلاجية والإرشادية للمستفيدين وأسرهم وفق معايير علمية، كما يضم المركز كوكبة من المتخصصات ذات الباع الطويل في هذا المجال كما تحرص الجمعية على دعم البرامج التنموية المجتمعية التي تستهدف الصم ، كما تدعم مشاركتهم في جميع الفعاليات والمحافل التي تنظمها الجمعية، بالإضافة إلى إشاعة ثقافة تعلم لغة الإشارة وإقامة برامج تدريبية دورية لتعلم لغة الإشارة تستهدف كافة شرائح المجتمع نساءً ورجالا، وكمبادرة منا في هذا الصدد قمنا بتقديم برامج تدريبية مجانية لعدد من الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص الذين تفرض عليهم طبيعة أعمالهم مقابلة الجماهير. وقد لمسنا مدى الرضا عن الجمعية من هذه الفئة التي رأت في الجمعية خير منبر لإيصال صوتها للمسؤول وكافة أفراد المجتمع. ومؤخرا أطلقت الجمعية بدعم من مؤسسة سليمان الصالح العليان الخيرية وبشراكة مع جامعة الملك فيصل وغرفة الأحساء برنامج تأهيل الفتيات ذات الإعاقة السمعية وضعيفات السمع في فن التجميل "الأنامل تتكلم" حيث يستهدف البرنامج التأهيلي 40 فتاة من مستفيدات الجمعية. ويستمر لمدة ستة أشهر ويشمل العديد من الورش والمحاضرات النظرية والعملية المكثفة كتنمية الحياة المهنية، والتعرف على مستحضرات التجميل ومركباتها النافعة والضارة، وإدارة الوقت والتعامل مع ضغوط العمل، والتسويق وتعاطي المرأة مع سوق العمل وقواعد ممارسة التزيين النسائي، وإدارة المراكز النسائية وغيرها، كل ذلك من خلال ورش عمل تأهيلية نظرية وعملية تتناسب مع إمكاناتهن وقدراتهن بهدف تعزيز ثقافة الاعتماد على النفس وإكساب الفتيات مهارة التجميل الذاتي وغير الذاتي، بالإضافة إلى استغلال الطاقات بما يعود على الفتيات بالنفع، وتوفير بيئة تأهيلية نموذجية وآمنة لهن، والعمل على دمجهن وتمكينهن في المجتمع، وإعدادهن لإنشاء مشاريعهن الخاصة عبر ممارسات احترافية في عالم التجميل، أو الحصول في نهاية المطاف على وظائف في المراكز النسائية بما يتطلبه سوق العمل، حيث إنه أحد البرامج المنتهية بالتوظيف. الشراكات المجتمعية نحن نؤمن بأن الشراكة المجتمعية تمثل دائرة الأعمال التي نقدم من خلالها الخدمة لذوي الإعاقة, وذلك يعود لطبيعة الفئة المستهدفة, وأهمية تجاوب جميع القطاعات معنا لنحقق ما نصبو إليه بإذن الله. للجمعية العديد من الشراكات المتميزة بين عدة جهات من بينها على سبيل المثال لا الحصر إدارة التعليم بالأحساء وجامعة الملك فيصل وأمانة الأحساء وغرفة الأحساء ومكتب العمل وإدارة الشؤون الصحية وهيئة الري والصرف ومركز التأهيل الشامل لذوي الإعاقة وصندوق تنمية الموارد البشرية وشركة أرامكو السعودية والعديد من المؤسسات الخيرية المانحة والشركات الخاصة ورجال الأعمال. أضف إلى ذلك الكثير من قطاعات العمل الاجتماعي على اختلافها, وغيرها الكثير مما قد لا يسعفني حصره، وبالتالي فإن تحقيق نجاحات تقوم على شراكات من هذا النوع من شأنه تحقيق العديد من التطلعات التي يطمح لها ذوو الإعاقة, ومازالت دائرة الشراكة التي ننظر إليها كاستراتيجية مهمة تتوسع لاستقطاب مراكز المسؤولية المجتمعية للعمل معنا على دعم قضايا هذه الشريحة الغالية. برنامج الوصول الشامل وتحقيق تطلعات ذوي الإعاقة المجلس البلدي أرضية عمل فاعلة, لذا حرصنا منذ الوهلة الأولى على تعزيز مفاهيم الشراكة بين الجمعية وبين المجلس البلدي, وقد كان للبادرة الجميلة من رئيس المجلس الأستاذ أحمد الجعفري وعضوي المجلس المهندس فهد الملحم والأستاذ مصطفى الحميد أثر جيد واصطفاف حميد لدعم ذوي الإعاقة من خلال استقبالهم في الجمعية والاستماع إلى أصحاب الشأن بصفة مباشرة. ولا يخفى عليك أخي عادل أن أبناء الأحساء يكملون بعضهم في كافة الميادين، ومثل هذه الشراكة ستسهم - بإذن الله - في الارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي الإعاقة في المنطقة. وستفرز مخرجات تعزز قضايا دمجهم وتعمل على تحقيق التمكين وتسهيل الوصول الشامل لهم فقط إذا ما تكاتفنا للعمل وفق آلية تنطلق من أكواد الوصول الهندسية الشاملة بالمملكة, لذلك أوصى الجميع بأهمية إيجاد رؤية مشتركة بين الجمعية والمجلس في تحقيق تطلعات ذوي الإعاقة، وكذلك اعتماد منسقين من كل جهة لمتابعة تقدم سير تنفيذ المقترحات، بالإضافة إلى أهمية إيجاد آلية مشتركة لمعايرة إجراءات التراخيص للمرافق الخدمية، والعمل من أجل تحقيق اشتراطات الوصول في البيئة العمرانية، والنظر في حل الإشكالات الحاصلة تجاه مواقف السيارات الخاصة بذوي الإعاقة. وأمانة الأحساء لها الدور الكبير - بإذن الله تعالى - في تفعيل معايير واشتراطات برنامج الوصول الشامل وتحقيق تطلعات ذوي الإعاقة والإسهام في تفعيل هذه الشراكة. البيئة التعليمية إدارة التعليم بالأحساء أحد أهم الشركاء الفاعلين الذين تعول عليهم الجمعية الكثير, وتعاون الجمعية مع الإدارة يعد إحدى أهم الركائز في دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى التعليمي والتوعوي, وسعادة مدير عام التعليم بالأحساء الأستاذ أحمد بالغنيم لأنه نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية, والتعاون مع التعليم قائم على قدم وساق في كل ما من شأنه تذليل العقبات التي تواجه أبناءنا وبناتنا الأشخاص ذوي الإعاقة, سواء من حيث التعليم أو من حيث البيئة التعليمية وتهيئة الوصول, والتواصل لا يكاد يتوقف بيننا سعيًا إلى تمكين فلذات أكبادنا ذوي الإعاقة، وادماجهم مع نظرائهم في التعليم العام. مبان مستقلة للمراكز المتخصصة دعني أشير أولا إلى حرص صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء والرئيس الفخري للجمعية, ومتابعته الحثيثة مدى التقدم والإنجاز الذي يتحقق لهذا المشروع. لقد تمكنا مؤخرًا - بفضل الله تعالى - من رسم المخططات الأولية ووضع الدراسات المتكاملة الكفيلة بالعمل على تنفيذ هذا المشروع الكبير, ونتطلع إلى أن تشتمل هذه الأرض على عدة مراكز تقدم خدمات التدخل المبكر لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى مركز لرعاية أطفال التوحد, وآخر لرعاية وأطفال متلازمة داون, ومركز للعلاج التأهيلي والوظيفي, ومركز للتأهيل المهني؛ حيث بات إيجاد مثل هذه المراكز أمرًا ملحًا يمكن من خلاله تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية والتعليمية دون الاضطرار للسفر خارج الأحساء. وقد تم تصميم المراكز لتواكب الخدمات النوعية على اختلافها، بحيث تراعى جوانب النقص التأهيلية والعلاجية والتعليمية في المنطقة الشرقية خاصة والمملكة ودول الخليج عامة ؛ لتكون مراكز نموذجية تقوم على برامج مقننة وتكون بمثابة نواة للارتقاء بالخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة. فنحن نعمل على التركيز على الإعاقات الحركية والإعاقات المصاحبة لها مثل الإعاقات الذهنية, والبسيطة, المتوسطة, الشديدة لكثرة أعدادها وقلة الخدمات المقدمة لها, ودعم برامج الإعاقة القائمة فنيا وتدريبيا ومهنيا وتقديم الدراسات الاستشارية في هذا المجال والخروج إلى المجتمع باستراتيجية جديدة للتأهيل عبر تشخيص وتقويم جميع الإعاقات النمائية لدى الأطفال حتى سن 18سنة، بالإضافة إلى تشخيص وتقويم الإعاقة الحركية للبالغين التي تكون بحاجة إلى تدخل عن طريق الأطراف الصناعية والجبائر والوحدات التأهيلية المختلفة, وهنا لابد من الإشارة إلى دور الشركات الوطنية الرائدة والعملاقة من خلال التزاماتها الأخلاقية التي تتجسد في برامجها للمسؤولية الاجتماعية, وكذلك رجالات الأعمال أهل البر والإحسان في دعم مثل هذه المشاريع المباركة والنبيلة التي سيعود نفعها على صاحبها أولا، ثم على العباد والبلاد، لذلك تم اعتماد فكرة مبان مستقلة للمراكز المتخصصة لإتاحة الفرصة للجهات الخيرية والشركات ورجال الأعمال لتبني مراكز محددة يمكن تنفيذها عن طريقهم. 6120 معاقا في الأحساء دعني أولاً أشير إلى أن انتشار الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمع ما يعد أمرا طبيعيا خاضعا لمشيئة الله, لكن ما ليس طبيعيا ألا يجدوا سبل الرعاية والتأهيل وتقبل المجتمع واندماجهم فيه, اليوم يبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأحساء المدرجين في قاعدة بيانات الجمعية فقط ما يربو على 6120 شخصًا من الجنسين, حيث تبلغ نسبة الذكور 61% ، في حين تبلغ نسبة الإناث 39%, ويحظى ذوو الإعاقة العقلية بالنصيب الأكبر بواقع 3540 شخصًا, يليهم متعددو العوق بما يربو على 840 شخصًا فذوو الإعاقة الحركية بواقع 830 شخصًا, أما ذوو الإعاقة السمعية (الصم) فيبلغون قرابة 450 شخصًا, وذوو التشوهات الخلقية يبلغون 260 شخصًا، ثم ذوو الإعاقة البصرية (المكفوفون) بما يربو على 120 شخصًا, بالإضافة إلى فئات إعاقة أخرى، ومن حيث التوزيع الجغرافي فإن قطاع مدينة الهفوف يعد الأكبر، يليه قطاع مدينة المبرز والقرى الشرقية, ثم القرى الشمالية والهجر. ونحن نسعى من خلال قاعدة البيانات إلى حصر أعداد ذوي الإعاقة وتحديد مناطق الانتشار ليتسنى لنا توفير أرضية للدراسات التي تعمل عليها الجمعية من حيث طبيعة البرامج التي تزمع تنفيذها, وكذلك النظر في مدى تغطية خدماتنا للنطاق الجغرافي للجمعية, ومدى استدامتها, والسبل المفضية إلى توجيه مسارات الخدمات, والتعاون مع الجهات ذات العلاقة كالشؤون الاجتماعية والتعليم والصحة في سبيل تقديم وبذل أقصى أنواع الدعم والمساندة لهم جميعًا. ولا شك في أن مثل هذا العدد بحاجة إلى وقفة مجتمعية صادقة إزاء هذه الفئة, فنحن اليوم نطمح إلى خدمات نوعية تلبي متطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة, ونحن كأحسائيين معنيون بهم قبل الآخرين ومن الواجب أن نقف معهم من أجل العمل على تمكينهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم ومساعدتهم على التخلص من ظروف عجزهم. تكافؤ الفرص بين كافة شرائح المجتمع تمكنت جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء - بفضل الله تعالى - منذ انطلاقتها من توجيه ما يربو على 580 شخصًا إلى وظائف متعددة في القطاع الخاص, من خلال تعاونها الدؤوب مع مكتب العمل بالأحساء, وصندوق تنمية الموارد البشرية, حيث تضع الجمعية على كاهلها التزامًا بتحقيق تكافؤ الفرص بين كافة شرائح المجتمع, وكذلك العمل على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع كي يشاركوا في النهضة والبناء الوطنيين باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من هذا الوطن المعطاء. لقد رسمنا آلية تتيح لطالبي الوظائف من الجنسين التقدم إلينا سواء بالحضور إلى مقر الجمعية أو من خلال موقع الجمعية الإلكتروني على الإنترنت أو تطبيقها على الأجهزة الذكية، في حين تسعى الجمعية إلى استقطاب مؤسسات وشركات القطاع الخاص, وتوقيع مذكرات تفاهم معها من شأنها تنظيم عملية التوظيف في وظائف تتناسب وقدراتهم. كما نسعى في الجمعية إلى تزويد مراكز التوظيف الرسمية بالباحثين عن العمل من المسجلين في قواعد بيانات الجمعية من ذوي الإعاقة على أن تنسق الجمعية مع هذه المراكز في تواجد مستشاري توظيف لاستقبال طلباتهم, بالإضافة إلى تقديم عدد من البرامج التدريبية في مقر الجمعية كبرامج تطوير وتقدير الذات والثقة بالنفس, وأهمية العمل, وإدارة الوقت, والأهداف الشخصية, ومهارات المقابلة الشخصية وكتابة السيرة الذاتية, وتولي التسويق والبحث عن العمل، بالإضافة إلى حرص الجمعية على عرض تجربتها في معارض التوظيف وملتقياته, وحرصها على المشاركة في فعاليات يوم المهنة سنويًا بجامعة الملك فيصل من خلال ركن بهدف استقطاب ممثلي الشركات والمؤسسات. وحرصًا منا على ألا يقع الشاب أو الشابة من ذوي الإعاقة في فخ البطالة المقنعة, فإن قسم خدمات المستفيدين لدينا يمتلك قاعدة بيانات تحوي كافة بيانات الموظف والجهة التي يعمل بها, ويعمل بين فينة وأخرى على التواصل مع الموظف والشركة ومتابعة إذا ما كان التوظيف يسير وفق النظام، بالإضافة إلى قياس مدى تطور أدائه الوظيفي, إذ إن الجمعية وإن كانت حريصة على إيجاد مصدر رزق لهذه الفئة، إلا أنها في ذات الوقت حريصة على اندماجها وفعاليتها وألا تظل مجرد طاقة سلبية. الأشخاص ذوو الإعاقة والتعليم الجامعي تمكنا - بفضل الله تعالى - عبر شراكات فاعلة مع جامعة الملك فيصل بالأحساء، وكذلك كلية الشريعة من إتاحة الفرصة لذوي الإعاقة من استكمال دراستهم الجامعية, واليوم - بفضل الله - يبلغ عدد مستفيدينا الذين يدرسون في الجامعات ما يزيد على 270 طالبًا وطالبة ما بين تعليم منتظم وتعليم عن بعد. وقد قمنا بتقديم برنامج خاص لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقات المختلفة في اختيار التخصص الأكاديمي المناسب لطبيعة إعاقتهم ومساعدتهم على الالتحاق بالجامعات إيمانًا من الجمعية بأحقية هذه الفئة في التعليم، وتغييرًا لضعف الوعي المجتمعي بشكل عام حول ما يمكن أن تقوم به هذه الفئة، لذا فإن الجمعية قد أولت هذا البرنامج رعاية خاصة ووضعت العديد من الخطط التحسينية لإنجاحه ليواكب التخصصات المستحدثة مراعية قدرات ومهارات الطالب ونوع إعاقته وأيضا احتياجات سوق العمل، حيث تقوم جمعية بدور الوسيط بعد أن يتقدم الطالب بأوراقه للجمعية فتشكل لجنة لدراستها ودراسة حالة الطالب الصحية والنفسية يليها الخضوع لعدد من الاختبارات المقننة التي تحدد مهارات وميول وقدرات الطالب وتساعده على اكتشاف نقاط القوة والضعف لديه، وأيضا توضح له ما يناسبه من التخصصات الأكاديمية. بعد ذلك يقوم منسق الجمعية بتقديم أوراق الطالب إلى الجامعة سواء أكان تعليمًا منتظمًا أو منتسبًا (التعليم عن بعد) بالتنسيق مع عمادة القبول والتسجيل بالجامعة، كما تولي الجمعية الرعاية والمتابعة بشكل دائم بعد التحاقهم بالجامعة من خلال متابعة طلابها وطالباتها وحل مشكلاتهم وتقدير المتفوقين منهم. كما أننا حريصون من خلال هذا المشروع التعليمي على تقديم النماذج والتجارب الناجحة لمستفيدينا لشحذ طاقاتهم بإشراف فريق من المتخصصين بالجمعية يهدف إلى تنمية مواهب ذوي الإعاقة ليكونوا متفوقين ومبدعين. 804 آلاف ريال للأجهزة التعويضية الأجهزة التعويضية تعتبر من الضروريات في حياة كل ذي إعاقة؛ لذا تحرص الجمعية على تنفيذ مثل هذه المشاريع الخدمية ؛ لما لها من دور في ملامسة حياة المعاق بالدرجة الأولى، ولكونها عنصرًا ضروريا بالنسبة له, وهذه الأجهزة تتنوع حسب نوع الإعاقة مثل: الكراسي المتحركة العادية والكراسي الكهربائية ذات الظهر الطويل والكراسي الكهربائية ذات الظهر القصير ، وكراسي دورات المياه، وسماعات الأذن, والرافعات, وأجهزة تعديل مقود السيارة. وهنا أشيد بالدعم الكبير الذي قدمته مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية, وأوقاف معالي الدكتور محمد بن حسن الجبر الخيرية في سبيل مساندة ودعم هذا المشروع المبارك والدعم اللامحدود والمساهمة الدائمة والفعالة في جميع نشاطات الجمعية. وتكمن أهمية المشروع وأثره في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتهيئة الوصول لديهم، فهو يأتي في سياق التكاملية المجتمعية الواعية بين الدورين الحكومي والأهلي في تقديم الدعم والمساندة لأبناء وبنات الوطن من الأشخاص ذوي الإعاقة. كما أننا في الجمعية لن نألوا جهداً في العمل من أجل تقديم الرعاية لهذه الفئة المجتمعية العزيزة. لقد تمكنت الجمعية - بحمد الله تعالى - خلال العام الماضي من إنفاق 484 ألف ريال على هذا المشروع لتضاف إلى 320 ألف ريال في السنة التي قبلها, ليصبح إجمالي ما تم إنفاقه على هذا المشروع منذ انطلاقته حوالي 804 آلاف ريال. الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة تضع جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء نصب عينيها أهمية برامج تنمية وتطوير الوعي المجتمعي تجاه قضايا الإعاقة, وتثقيف المجتمع كبوابة لتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الإعاقة، وعليه فإن الجمعية تحرص على إشراك ذوي الإعاقة بفعالية في جميع برامج المجتمع وإبراز أعمالهم وأنشطتهم وإبداعاتهم بصورة إيجابية, بالإضافة إلى إصدار العديد من النشرات والمجلات والأقراص التوعوية والتثقيفية وتنظيم المهرجانات والمعارض والفعاليات الخاصة بالمناسبات العالمية لاستقطاب الجماهير. كما تعتد الجمعية بالمناسبات العالمية هنا, بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والمناسبات التي تقيمها أو تشارك فيها بهدف إشاعة ثقافة التمكين والوصول للأشخاص ذوي الإعاقة, حيث بات تعزيز هذه المفاهيم أمرًا ضروريًا للمجتمعات المتحضرة التي تسعى للارتقاء بالخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة. ومن أبرز هذه المناسبات فعاليات اليوم العالمي للإعاقة, وفعاليات اليوم العالمي لمتلازمة داون, وفعاليات اليوم العالمي لذوي الإعاقة, وفعاليات اليوم العالمي للعصا البيضاء, وفعاليات أسبوع الأصم الخليجي, وتفعيل المناسبات الوطنية والاجتماعية, كاحتفالات عيدي الأضحى والفطر, والمشاركة في احتفالات اليوم الوطني وغيرها الكثير.