كل إنسان في هذا الكون متفرد مختلف بنفسه عن الآخرين، فالإنسان بحد ذاته معجزة من معجزات الله فكل فرد منا لديه سمات وخصائص وإمكانيات وقدرات ومواهب تختلف عن باقي البشر، فأنت بحد ذاتك واحد لم يخلق مثلك اثنان لذلك فإن نوعية شخصيتك وسماتها حتماً مختلفة أيضاً، فيجب عليك أن تكتشف الجوانب الجيدة والإيجابية منها وتعززها وتحاول تطويرها للأفضل باكتساب قدرات أفضل وأكثر إثراءً لها وفي نفس الوقت عليك أن تدرك الصفات أو الجوانب السيئة أو السلبية من شخصيتك، وتحاول التقليل من أثرها والتخلص منها إلى أقصى حد ممكن حتى تكاد تكون معدومة ولا أثر لها كالسابق، وفي الواقع إن القدرة على التمكن من صناعة الشخصية يعتبر انتصاراً على الذات، لأن الإنسان اختار أن يغير نفسه بنفسه فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ((إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)) سورة الرعد آية (11)، وفي الحقيقة الإنسان ذات نفسه هو الوحيد القادر أن يصنع شخصيته ويقودها نحو الأفضل، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى صبر شديد ومقاومة الظروف العائقة فالمواقف الحياتية والأمور التي تمر بنا في هذه الحياة من تجارب وخبرات تساعد على بناء الشخصية، وتدعم تطويرها وتجعلها أقوى من ذي قبل بكثير حسب اختيار الإنسان لنوع الاستجابة الصادرة منه بعد المرور بتلك المصاعب، ونحن نسمع كثيراً عن الشخصية القوية المتمكنة التي لا تتأثر بالعوائق التي تقف في طريقها والجميع يتمنى أن يكون مثلها، صدقني عزيزي القارئ تستطيع أن تكون ذا شخصية قوية أو أي نوع تريد من الشخصيات ولكن لن يستطيع أحد مساعدتك لفعل ذلك إلا أنت، ومن الأمور الجديرة بالذكر والتي قد تأخذك للطريق الصحيح التدريب الجيد للنفس والتحكم في انفعالاتها في مواقف الحياة المختلفة، والقراءة النافعة التي قد تغير الكثير في حياتنا خصوصاً التي تتحدث عن الشخصية وكيفية تطويرها والتوسع في هذا المجال بشكل خاص، وأيضاً من الأمور المهمة التي يجب أن ندركها وتؤثر تأثيراً كبيراً على الشخصية وما يحدث لها من انتكاسات الغضب وهو العدو الأول لأي شخصية سوية صالحة ومتزنة فقد يفسد عليك جانباً مهماً من الشخصية الفذة والمؤثرة بحكمة وهدوء، ومهما كنت تعاني من مشاكل في تحسين شخصيتك سواءً كنت تعاني توترا وقلقا أو حزنا زائدا تستطيع أن تحول ذلك كله إلى العكس إذا آمنت بربك ثم بنفسك أنك تمتلك القدرة لفعل ذلك مهما كان صعباً، حاول أن تصبح شخصية ممزوجة من شخصيات مختلفة وجميلة وفعالة أيضاً كالشخصية المتزنة والحكيمة والمرحة الإيجابية في نفس الوقت، فقط خذ نفساً عميقاً وحدد هدفك الذي تريد أن تصبو إليه وإلى أي حد تريد أن تصل في عملية التطوير للشخصية المنشودة التي ترغب فيها، وكما قلت في بادئ الأمر صناعة الشخصية أمر لا يستطيع أحد فعله إلا صاحبه لأنه لا يمكن التحكم في شخصيات الآخرين فهذا أمر مستحيل، وفي اللحظة التي تتخذ فيها قراراً جاداً ومسؤولاً للعمل بجد وتفان للوصول للشخصية المرغوبة صدقني لا أحد سيستطيع إيقافك وعلى مقدار الجهد المبذول منك ستنبهر بالنتائج وتذكر دوماً أن شخصيات البشر فريدة من نوعها غير قابلة للتكرار وهذا هو موطن الجمال فيها.