اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس ان ايران لم تحاول يوما في تاريخها اغلاق مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله قسم كبير من النفط العالمي. وقال صالحي في مقابلة مع شبكة ان تي في التركية خلال زيارته الى تركيا "بتاريخها، لم تحاول ايران يوما وضع عراقيل امام هذه الطريق البحرية المهمة". وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر هددت طهران باغلاق مضيق هرمز في حال تشديد العقوبات الغربية عليها لمنع صادراتها النفطية من اجل دفعها الى التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وقال صالحي "نريد السلام والاستقرار في المنطقة (...) لكن الاميركيين الذين ينتشرون على بعد 12 الف ميل من هذه المنطقة يريدون ادارة بعض الدول من منطقتنا". واضاف "ادعو كل دول المنطقة الى عدم الانجرار الى موقف خطر". واكد صالحي ردا على سؤال عن رسالة وجهتها الادارة الاميركية الى طهران بشأن الوضع في مضيق هرمز، انه على الولاياتالمتحدة ان تكون مستعدة "لمفاوضات بدون شروط مسبقة مع ايران". وتتمتع الولاياتالمتحدة بوجود عسكري كبير في هذه المنطقة، وقد نشرت حاملتي طائرات قرب الخليج بينما يتمركز عشرات الآلاف من الجنود في الشرق الاوسط. وكانت ايران زرعت في 1987 و1988 الغاما في مياه هرمز والخليج لمنع ناقلات النفط القادمة من العراق او المتوجهة اليه خلال الحرب بينهما (1980-1988) من دخول المضيق. وفي نيسان/ابريل 1988 وخلال عملية لازالة الالغام، اصيبت فرقاطة اميركية باضرار جسيمة في انفجار لغم ايراني.. وشنت الولاياتالمتحدة بعد ذلك عملية انتقامية باسم "براينغ مانتيس" دمرت خلالها منصتين نفطيتين ايرانيتين وعددا من السفن الحربية. من جهتها اعلنت الامارات العربية المتحدة عن نيتها الالتفاف على قضية "إغلاق مضيق هرمز"، باتخاذ خطوات احتياطية لنقل صادراتها النفطية عبر ميناء الفجيرة في بحر عمان في الربيع المقبل. وكان وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي، قد أعلن منذ يومي أن خط أنابيب النفط من حقول "حبشان" في أبو ظبي سيبدأ بتصدير النفط من الإمارات عبر ميناء الفجيرة إلى الخارج خلال شهري أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو المقبلين، من دون المرور بمضيق هرمز. وقال الهاملي: "بناء الخط اكتمل ولا بد أن يخضع لعمليات تجريبية قبيل بدء استخدامه رسمياً لتصدير النفط الخام. وأوضح الهاملي أن خط الأنابيب المستحدث يستطيع نقل ما يصل إلى 1.4 مليون برميل من النفط يومياً، وهي كميّة قابلة للزيادة بحدود 400 ألف برميل يومياً كحد أقصى، ما يعني أن حوالي 70% من إنتاج الإمارات يمكن تصديره عبر الفجيرة، مشيراً إلى أن الإمارات، العضو في منظمة "أوبك"، والتي تنتج ما يقارب 2.5 مليون برميل يوميا، ملتزمة بتعزيز دورها كمنتج رئيس للنفط والغاز. ويأتي التصريح الإماراتي بنقل النفط عبر الفجيرة، نتيجة مخاوف من حرب محتملة، بعد تصاعد التوتر بين واشنطنوطهران في ختام مناورات أجرتها إيران التي وجهت تحذيرا للبحرية الأميركية المنتشرة في منطقة الخليج . بدوره، حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إيران من أن واشنطن "سترد" بالقوة إذا حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، مؤكدا أن هذا الأمر "خط أحمر .ويقول الخبير الكويتي بالشؤون النفطية، موسى معرفي، إن تشييد خط الأنابيب إلى ميناء الفجيرة ليس حلاً للمشكلة القائمة على اعتماد الدول الخليجية على مضيق هرمز، الذي ينقل عبره ما يزيد عن 35% من الصادرات النفطية العالمية ..