برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، دشن النادي الأدبي الثقافي بجدة، مساء الثلاثاء الماضي بفندق الموفنبيك، ملتقى قراءة النص ال 14 تحت عنوان «الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية بين عامي 1400 -1410.. قراءة وتقويم». حفل الافتتاح شهد حضوراً رفيع المستوى من كبار المثقفين والأدباء والمهتمين برصد تطورات الحركة الأدبية والثقافية السعودية. و يمكن القول إن مشهد الاحتفال الرئيس تمثل في احتفاء الحركة الأدبية المحلية بمختلف أطيافها وتنوعاتها بعصامي الثقافة السعودية، الناقد والأديب عبدالفتاح أبو مدين، الذي يعتبر مؤسس نواة ملتقى قراءة النص. عصامي الثقافة رئيس مجلس إدارة أدبي جدة، الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، وصف في كلمته الافتتاحية العديد من مناقب الأديب أبو مدين، الذي ارتدى -كما قال- وشاح التسعين عاما، إلا أنه يحمل همة العشريني بطموح لا يتقاصر، وقلق لا يسكن، مضيفاً أنه نقش حقيقة مهمة وهي «أن العمل بالشأن الثقافي مغرم لا مغنم»، وهو الذي وضع لبناته قبل ستة عشر عاما. ولم يكتفِ السلمي بذلك، بل أكد أن الملتقى يأخذ فكرته وتميزه من التركيز على مجال قراءة النص قراءة نقدية عميقة من أجل استكشاف شروط الخطاب النقدي، قائلاً : «إن النادي يدرك أن الحركة التحديثية للنقد لن تتوقف ما دامت مساحاتها النصية مزدانة بالإبداع، وما دامت وشائج التواصل بين النقاد العرب قائمة». كما شدد السلمي في كلمته أمام الحضور على ضرورة الحوار بين بين الفكر النقدي الوافد والفكر النقدي المحلي السائد لتوضيح ما بينهما من اختلاف أو تطابق. وأوضح بشكل جلي أن عنوان النسخة الحالية من الملتقى يسلط الضوء على مرحلة ثقافية مهمة في المكون الأدبي السعودي، معتبراً أنها من أكثر المراحل جدلا وتجاذبا؛ بهدف النظر إليها بعد أن وضعت الأفكار أوزارها وانكشف غبارها أو قتامها. ووجه الدكتور السلمي شكره لراعي الملتقى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي كان حريصاً على المشاركة لولا التزاماته، كما قدم شكره لمحافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، ولمعالي وزير الثقافة والإعلام، ولسعادة المشرف العام على الشؤون الثقافية، ولأعضاء مجلس إدارة النادي وعامليه وجمعيته العمومية، وخص بالشكر أمين الملتقى الدكتور محمد ربيع الغامدي. الجلسة التكريمية لم يكن الاحتفاء بالأديب أبو مدين، إلا سلسلة مهمة في حياة هذه الشخصية التي لعبت دورا حيويا في إثراء الساحة الأدبية والثقافية، والتي تنوعت ما بين تقديم الدراسات النقدية والأدبية، والإنتاج التأليفي. ضيوف جلسة تكريم أبو مدين التي ترأسها عضو مجلس الشورى الناقد والشاعر الدكتور عبدالله المعطاني كانوا أشبه ب «الشهود الثقافيين» على الإثراء الذي قدمه الرجل، واصفين إياه بأحد أبرز رواد العمل المؤسسي الثقافي السعودي الذي استطاع بلورة الوسط الأدبي في أحلك تجاذباته واستقطاباته الحادة. كما أكد ضيوف الجلسة التي حاضر فيها كل من الناقد والمفكر الدكتور حسن الهويمل، وأمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيل، والناقد الدكتور سعيد السريحي، على فضل أبو مدين في صياغة سياسات نادي جدة الأدبي - إبان ترؤسه إياه- المرتبطة بالمجتمع، حيث عمل على تنويع منتجاته وأدواره من إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات، والأعمال المطبوعة والدوريات المتخصصة. الوفاء للنادي وحملت كلمة الأديب عبد الفتاح أبو مدين هي الأخرى العديد من العناصر المهمة التي أكبر فيها بمجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة - الذي يعتز بانتمائه إليه- على مبادرة تكريمه، ولم يخف الرجل ألمه من غياب المفكر الدكتور عبدالله الغذامي، عن الحدث، بعد أن حبسه المرض، وتمنى أن يعود لساحة نزال «معاركه الأدبية» التي تجاوزت الحدود المحلية، للخليجية والعربية. وقال أبو مدين: «لن أنسى رفاقي يومئذ في النادي من الأخوات والإخوة والدكاترة عبدالمحسن القحطاني، ومعجب العدواني، وعالي القرشي، وأبو بكر باقادر، وعبدالله المعطاني، وحسن النعمي، وعاصم حمدان، ويوسف العارف، ولمياء باعشن، وأميرة كشغري، وفاطمة الياس، ومحمد علي قدس، وممدوح فهمي وآخرين، ولا أنسى الروافد العاملة الجادة الرفاق عبدالله قايد ومصطفى عبدون». وكانت أكثر الفقرات التي تفاعل معها الحضور الثقافي والأدبي في كلمة أبو مدين، حينما قال: «إن قلة المال المقرر للنادي والأندية الأخرى لا تفي بالطموح؛ ولا بتقدير الكتّاب الذين يملأون صفحات دوريات النادي وكذلك طباعتها وتوزيعها الذي في مجموعه لا يوازي مكافأة لاعب كرة قدم، ولعل القول القديم: فلان أدركته حرفة الأدب فقيل أدركه الفقر». واستحضر أبومدين أبياتاً شعرية للبحتري، كتعبير عن الأيام التي قضاها بين كيان النادي، قال فيها: «ذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي وَ