ترتفع درجات الحرارة، اليوم، في معظم مناطق السعودية، وتتفاوت بحسب المواقع، حيث تكون الدرجة المحسوسة بالساحل الشرقي، أعلى من المسجلة آليا بنسبة 20 %، مرتبطة بمؤثر الرطوبة بالإضافة إلى عدد من العوامل الجوية، التي تتسم بها الفترة الحالية في أواخر شهر فبراير، ويكون ارتفاع درجات الحرارة ملحوظاً في حواضر الدمام، مطلع هذا الأسبوع، مع سيادة الرياح الجنوبية بنوعيها، بين خفيفة إلى معتدلة السرعة، تنشط على فترات أحيانا بحوالي 40 كيلومتراً في الساعة، وتساعد في إثارة الأتربة والغبار، خاصة على الطرق البرية والأماكن المكشوفة، فيما تشير خرائط الطقس إلى بداية تشكل منخفض جوي شرق المتوسط، خلال الساعات القادمة من مساء اليوم، متوقعاً الامتداد نحو شمال المملكة التي سوف تتعرض لعدم الاستقرار الجوي، ومتغير اتجاه وسرعة الرياح، مع احتمال هطول الأمطار بمشيئة الله تشمل أجزاء متفرقة، غداً الإثنين. وبحسب المختصين في الظواهر الجوية ( الميتورولوجيا )، يكون مؤشر قياس درجة الحرارة غير ثابت، وذلك نظراً لاختلافات متوالية خلال ساعات النهار وفي المساء، بالإضافة إلى المؤثرات الجوية متعاقبةً بين ساعة وأخرى، طيلة اليوم، وبالتالي، فإن الشعور بالحرارة نتيجة زيادة الرطوبة في السواحل، لا يعني درجة الحرارة الحقيقية، باعتباره انعكاساً لمؤثر عاملي الحرارة والرطوبة، مؤدياً إلى قياس أعلى من الواقع غالباً، وهي العلاقة بين درجة حرارة الهواء ورطوبته، بالتأثير المشترك، وعند اقتران معدلات الحرارة مع الرطوبة المرتفعة، يزداد توصيل الحرارة من الجو المحيط لجسم الإنسان، معتمداً على معدلات حرارة الهواء ورطوبته وسرعة الرياح، ولا يتوقف ذلك على عناصر الطقس، فيختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر ، بحسب طبيعة العمل والحالة الصحية ونوع الملابس وغيرها، وطبقاً لهذه الرؤية : هناك علاقة بين صحة الإنسان والطقس، نظراً لأن الوظائف الفسيولوجية تستجيب للمتغيرات، كما هو عند زيادة معدلات الرطوبة بالسواحل في جميع الفصول، ويشتد التأثير مع ارتفاع درجة الحرارة وتراجع سرعة الرياح . وفي سياق متصل، أشار خبير المناخ والبيئة البروفيسور علي عشقي، إلى استمرار درجات الحرارة في الارتفاع تدريجيا خلال 10 أيام، بحيث تقترب من المستويات الصيفية نهاراً، في هذه النقلة المسارعة نحو موعد الاعتدال الربيعي، وقال، إنه في العشر الأواخر من مارس المقبل، إن شاء الله تعالى، تبدأ التغيرات الفعلية في أحوال الطقس، تزامناً مع رحلة الشمس نحو النصف الشمالي للكرة الأرضية، ومن شأنه التأثير مباشرة في جملة العوامل الجوية المعتادة موسميا في مثل هذه الفترة كل عام، موضحا أن أجواء المملكة أقرب ما تكون إلى الاستقرار على نحوٍ فصلي متكرر في الأغلب، بمعنى عدم توقع أجواء فوق العادية من ناحية التطرف المناخي، حيث تتوالى المواسم شبه متقاربة في الخصائص الجوية، لذلك يكون من الطبيعي المرور بمثل الظروف الحالية، في تذبذب درجات الحرارة وإن استبقت الصيف بالارتفاع، كذلك فما زالت بقية فبراير محتملة بالاعتدال، مع توقع مستويات منخفضة ليلا ، خاصة في المنطقتين الوسطى والشرقية، ثم لكل منطقة مجالها الذي يتأثر بمدى حركة الرياح والرطوبة. ويضيف البروفيسور عشقي بقوله : إن المنخفضات الجوية تكون موجودة باستمرار، فيما تشتد قوتها وهو الذي يؤدي إلى الاختلاف بين وقت وآخر، وحالياً لا تبدو الفرص قريبة بتقدمها من أجواء المملكة والخليج العربي، إلا من حالات استثنائية بمستوى خفيف، الذي لا يكاد يذكر ملفتاً في هذه المقارنة، في حين أنه ترافق المنخفضات زوابع وعواصف غبارية عنيفة، وما نعيشه هذه الأيام هو استمرار بعض الكتل الهوائية الدافئة، التي تندفع من أواسط أفريقيا، مع نشاط للرياح المعتادة في هذه المرحلة الانتقالية، كذلك فإن نشاط المنخفض الأفريقي يكون صيفاً، ولا يلحظ وجود منخفضات حركية ( قوية ) على البحر الأبيض المتوسط، عدا منخفض بعيد أقصى الغرب، قد يمتد شرقا في الأيام القادمة، وهو المتوقع، و لا يُعلم إن كان سوف يأخذ مساره إلى الشمال، أو ينحدر إلى مناطق إيران والعراق، ومن ثم الامتداد ببعض التأثيرات النسبية على منطقة الخليج، والحديث عن ذلك يعد سابقاً لأوانه في هذه الفترة، فقد تستجد ظروف جوية لاحقة بإذن الله، الذي لا يمكّن من التنبؤ بشكل محدد حتى يمر أسبوع على الأقل.