منذ حوالي عقد من الزمان، بدأت ممارسة العمل من المنزل والأسر المنتجة، والذي برزت أهميته على مستوى قطاع الأعمال، وتلا ذلك استشعار الجهات ذات العلاقة بأهمية تنظيم العمل عبر منح تراخيص مزاولة العمل من المنزل، الأمر الذي سيهدف إلى جعل تنمية هذا القطاع وجعله أكثر جاذبية وتوسيع نطاق أعماله؛ لاستيعاب العديد من الممارسات التي من الممكن أن يتم إنتاجها من خلال هذا القطاع. بلا شك إن العمل من المنزل فتح المجال للعديد من الأسر المنتجة؛ لمزاولة العديد من المهن؛ لاكتساب الرزق. والمتابع لهذا القطاع يشاهد -بكل وضوح- الأثر المتزايد لهذا القطاع، مما أصبح له الأثر الاقتصادي الواضح على العديد من الأعمال من حيث المنافسة. لذا، عمدت الجهات ذات العلاقة ومنذ زمن على تسليط الضوء على هذا القطاع ومستويات النمو التي يحققها بشكل سنوي، والواضح جليا وبعد توافر وسائل التواصل الاجتماعي، والاستخدام المكثف من قبل قطاع الأعمال والمجتمع بشكل عام، أصبح لأصحاب العمل من المنزل التأثير الكبير والواضح بالاستفادة من التقنية المتاحة في دعم بيع المنتجات، الأمر الذي أدى إلى تضاعف هذا العمل، وأصبح يمثل ثقلا اقتصاديا يتطلب الالتفاتة إليه من جميع النواحي؛ وذلك للاستفادة منه ليكون إحدى القنوات الهامة الداعمة لنمو قطاع المنشآت الناشئة في سوق المملكة. من هموم البحث عن عمل إلى فكرة العمل من المنزل إلى البدء بإنتاج منتجات بسيطة إلى مرحلة تطوير المنتج ومن ثم إلى تسويق المنتج والمشاركة في المعارض إلى قفزة التسويق الإلكتروني وانتشار بيع المنتج محليا، إلى ان اصبح بعض هذه المنتجات تصدر دوليا. رحلة طويلة تستحق البحث خاصة في ظل أن شريحة كبيرة من المواطنين يمتهنون العمل من المنزل، وبالتالي يتطلب الامر تسليط الضوء بهدف دعم اصحاب هذه الأعمال عبر برامج مستهدفة، تحقق نمو هذا القطاع ومن ثم تحقيق قيمة اقتصادية وطنية مضافة. الجميع على قناعة تامة بأن قطاع العمل من المنزل يشهد نموا متزايدا، وفي ظل نقص التشريع والرقابة -بلا شك- سيواجه أصحاب العمل من المنزل معوقات كبيرة في المستقبل، وبدلا من العمل على آليات التطوير والنمو سنتحول إلى فكر الانكماش والحد من تطوير القطاع. لذا، من المهم تحديد جهات حكومية مسؤولة مباشرة عن التنظيم والتشريع والرقابة؛ لكي لا يكون هذا العمل فضفاضا، الأمر الذي سيؤدي إلى صعوبة حساب منفعة القيمة الاقتصادية للنتيجة الإجمالية لامتهان هذا العمل. من المبادرات المهمة التي ستساهم في دعم هذا القطاع، مضاعفة الجهود لابتكار حلول تقنية تساعد على تسويق هذه المنتجات بالداخل والخارج، وكذلك الآلية اللوجستية للتوزيع، وقبل ذلك فن وضع الأسعار في ظل أسواق أسعار منتجاتها متقلبة. إن امتهان العمل من المنزل استطاع ان يتحول الى قطاع وهذا القطاع تحول إلى صناعة تؤثر وتتأثر في الحالة الاقتصادية، وبالتالي الالتفات إليه خاصة في ظل الظروف الحالية سيساهم بشكل كبير وبشكل إيجابي في دفع عجلة التنمية والتحول من الفكر والممارسة الاستهلاكية إلى الفكر الإنتاجي.