الجملة الشهيرة للإعلامي الشهير عثمان العمير، وهي مقولة تلخص نهائي كأس سمو ولي العهد في أمسية الذهب، فقد أعاد الزعيم هويته المعروفة في النهائيات، وعزف لحنا يليق بحجم المناسبة، وسرح بخياله الذي ما زال في الأذهان إبان التسعينات من القرن الماضي، عندما كانت كوكبة الهلال كلها نجوم. ولأنه الهلال.. فقد كانت هيبته حاضرة، ومزاجه عالٍ، وفنه «رايق»، لا سيما أن موسيقى العابد تراقص الآذان، وفطرة ناصر مع الشباك عادت بأحلى صورة رغم هدفه الملغي الذي اتفق الجميع على صحته. ولأنه الهلال.. فاللقب الجديد لا يروي عطش جماهيره، ولا نهم نجومه، ولا ينام صناع القرار فيه على وسادته، فهم سلبيون لضياع بطولة، وليسوا إيجابيين لتحقيق أخرى، فنهجهم التهام (الكل) بطمع غريب. ولا غرابة عندما نكرر عنوانهم الشهير، مدينة الألقاب بحي البطولات بشارع الذهب، مع كل لقب جديد يدخل خزينتهم. لقد عشق الهلاليون الأولويات، وترجموا ذلك بأول كأس يحمل اسم قاهر الإرهاب سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وسجلهم في هذه العناوين كثير لا يتسع المقام لذكره. دونيس ورفاقه أنهوا اللقاء مع الشوط الأول، وهو الشوط الذي يغيب فيه جروس كثيرا، وإذا كان ينجح في العادة ففي الشوط الثاني، فقد نسى أن يدون في مفكرته قبل المواجهة أن خصمه الهلال، لذلك خسر النزال. الهلال ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أنهى تغني الأهلي بجملة الخمسين مباراة بدون خسارة، وأعطى لسباقه بالدوري دفعة قوية، ومثلها بطريقة معكوسة لمطارده الأهلي، وآخر الصيد استعاد لقبه المحبب، بعد التوقف لموسمين متتاليين أمام النصر والأهلي، وثأر لخسارته في نفس المسابقة من القلعة. بقي أن نعرج على المتألق خالد شراحيلي الذي استعاد توازنه، ومسح أخطاءه في الفترة الماضية، وحمى مرماه من أكثر هدف محقق في الشوط الثاني، ورجح كفة الأزرق. بعيدا عن اللقب والفوز والخسارة في النهائي الكبير، فقد سجلت المناسبة كرنفالا رائعا للحمة القيادة مع الشعب، برؤية ناصعة لحفظ الجميل لشهداء الوطن، لتكتمل الصورة برسالة قوية لكل متربص بهذا الوطن المعطاء.