يقدم المشارك في وفد المنطقة الشرقية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 30 يوسف ال بن أحمد ، طريقة تحنيط الحيوانات وإظهارها كما لو كانت حية أمام زوار المهرجان. ويقوم المحنِّط أولا بأخذ مقاسات دقيقة للأبعاد التشريحية للحيوان الميت ويزاح جلد الحيوان بدقة، وتتم معالجته بالمواد الحافظة مثل الصابون الزرنيخي، وبعد ذلك يضع المحنط رسومات لتركيبة جسم الحيوان، بما فيها العظام والعضلات والمنخفضات، وتصبح هذه النسخة من الرسومات هي المرشد. وفي الخطوة التالية، يقوم المحنط بصنع إطار من الخشب أو المعدن، ويمكن استخدام الهيكل العظمي للحيوان أيضاً، ويضيف بعدها المحنط الطين للإطار وينحت عليه الأبعاد التشريحية للحيوان. ويستخدم النموذج المصنوع من الطين في صنع قالب رفيع ومجوف من الجص وعجينة الورق والخيش، وأحياناً السلك الشبكي، ولابد أن يكون القالب مشابهاً لجسم الحيوان تماماً، وأخيراً يضع المحنِّط الجلد على القالب، وتثبيته بالخياطة والملصقات والدبابيس حتى يتماسك. وبالنسبة لبعض الحيوانات الكبيرة، يصبح من الضروري دبغ الجلد قبل تلبيسه للقالب، كما يجب على المحنِّطين إضافة العديد من معالم الجسم واستعمال مواد خاصة لصنع العينين واللسان. وللمحافظة على التعبير الطبيعي للعيون، يستخدم المحنطون كرات مجوفة يقومون بطلائها بدلاً من استعمال العيون الزجاجية، كما يقوم المحنطون أيضا بتشكيل الأذنين. وتستخدم بعض المتاحف أسلوب التجفيف والتجميد لحفظ عينات الحيوانات، وهي طريقة تستخدم أساساً لتحنيط الحيوانات والطيور الصغيرة مثل البلابل المغردة والسناجب. ومن الضروري أيضا أن يكون المحنط مُلمّا بالتشريح والتاريخ الطبيعي والرسم والنحت والميكانيكا والدباغة والصباغة. وتستأجر بعض المتاحف استوديوهات تجارية لتصنيع عيناتها، ويكتسب معظم المحنطين مهاراتهم عن طريق تلقي التدريب على أيدي محنطين ذوي خبرة بهذا الفن الدقيق، الذي تهتم المتاحف التاريخية والطبيعية بإظهاره لعرض أنواع من الحيوانات في هيئتها الطبيعية. ويقدم "ال بن أحمد" فن التحنيط للزوار بهدف تعريفهم بآليات وطريقة وكيفية التحنيط من جهة، وكذلك إطلاع الجمهور على بعض أنواع الحيوانات التي عاشت في المملكة وأصبحت مهددة بالانقراض، ولقت عروض التحنيط إقبالاً كبيراً من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بأداء آل بن أحمد ومهارته وقدرته على إبقاء الحيوانات على وضعها الطبيعي وكأنها حية.