شهد ريف حلب الشمالي، أمس، هدوءًا نسبياً بعد أن انتقلت المواجهات بين القوات الكردية وفصائل المعارضة المسلحة إلى أطراف وداخل مدينة حلب، وبحسب ما أفاد الناشط علاء الكاتب، وقال الكاتب لصحيفة "اليوم": إن قوات ما يسمى جيش سوريا الديموقراطية اكتفت بالسيطرة على تل رفعت ومارع ومنغ وما حولهما، وأوقفت تقدمها مؤقتاً نحو إعزاز بعد التهديدات التركية بالتدخل البري في حال الاقتراب منها، وهكذا أصبحت إعزاز منطقة شبه معزولة تطوقها قوات كردية وقوات تنظيم داعش، وشمالاً الأتراك. وقال الكاتب: إن الطيران الروسي كثف غاراته على خطوط التماس في مدينة حلب وأطرافها كما شن غارات بالصواريخ الفراغية والعنقودية على مدينة عندان وبلدة حيان في ريف حلب الشمالي، فيما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة السكن الشبابي، وحاولت القوات الكردية التقدم إلى حي الأشرفية لكن قوات المعارضة صدتها، كما امتدت الاشتباكات المتقطعة إلى محاور أحياء حلب الشمالية ومنها محور الأشرفية الشيخ مقصود. من جانبه، اعترف إعلام النظام بمقتل شخص وإصابة تسعة آخرين إثر سقوط قذائف صاروخية على حي الشيخ مقصود مصدرها قوات المعارضة المسلحة. وفي ريف حماة الجنوبي الشرقي، تمكنت قوات المعارضة من تحرير حاجز المداجن الواقع على أطراف قرية الرميلة، وتمكنت من قتل خمسة عشر عنصراً من قوات النظام، إضافة إلى الاستيلاء على مدفع رشاش وعدد من الأسلحة الفردية وذخائر متنوعة. وفي اسطنبول، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس: إن أنقرة لا تنوي وقف قصف وحدات حماية الشعب الكردية السورية ردا على إطلاق النار عبر الحدود، وأضاف، إن على الولاياتالمتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد مساندة تركيا أم المقاتلين الأكراد، وقال إردوغان: إن تجاهل الصلة بين الأكراد السوريين وحزب العمال الكردستاني المحظور هو "عمل عدائي"، مشددا أن على أمريكا اختيار ما إذا كانت مع تركيا أو مع وحدات حماية الشعب، وقائلا: إنه من الصعب فهم لماذا لا تصف أمريكا وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالمنظمة الإرهابية. من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس: إنه سيكون من المفيد لسكان حلب والمنطقة المحيطة بها إقامة منطقة "حظر جوي ما" حتى الحدود التركية مكررة تصريحات أدلت بها، يوم الإثنين، وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس سريلانكا أدانت الهجمات التي تشنها روسيا والقوات الحكومية في سوريا. وقالت: "هذا لا يتفق مع القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في ديسمبر، وأيضا لا (يتفق مع) محاولة خفض العنف، وعشية قمة الاتحاد الأوروبي التي يبحث فيها زعماؤه أزمة المهاجرين في أوروبا، قالت ميركل أيضا: إن من الضروري البحث عن حلول مشتركة مع شركاء الاتحاد على الرغم من أن هذا عادة يستغرق وقتاً طويلاً. وفي دمشق، قال الهلال الأحمر: إن مائة شاحنة على الأقل تحمل مساعدات إنسانية تستعد للتوجه لمناطق محاصرة في سوريا انطلاقاً من دمشق في أحدث شحنة إمدادات للسكان المحاصرين. وقالت الأممالمتحدة بعد محادثات أزمة أُجريت في دمشق، الثلاثاء: إن الحكومة السورية وافقت على وصول المساعدات إلى سبع مناطق محاصرة، وذلك قبل أسبوع من استئناف مزمع لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا. وقال متحدث باسم الهلال الأحمر: إن من بين المناطق التي قالت الأممالمتحدة: إن قوافل المساعدات ستتوجه إليها، اليوم، مضايا والزبداني ومعضمية الشام قرب دمشق وقريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد. والإمدادات تتضمن قمحا وأغذية عالية القيمة الغذائية. وأضاف المتحدث إن فريقا طبيا سيدخل كفريا والفوعة. وينسق الهلال الأحمر السوري مع الأممالمتحدة فيما يتعلق بإمدادات الإغاثة. وتطالب الأممالمتحدة بالسماح بدخول كل المناطق المحاصرة في البلاد دون عوائق، حيث تقول: إن مئات الآلاف محاصرون جراء القتال والمتاريس التي تضعها مختلف الأطراف المتحاربة في سوريا. ومات عشرات في مضايا جوعا بعد حصار فرضته القوات الحكومية وحلفاؤها.