أغلقت منظمة التحرير الفلسطينية الباب، أمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي من المقرر أن يزور الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، الفترة المقبلة، لعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين لبحث آفاق استئناف المفاوضات بين الجانبين لإحياء عملية السلام، المتعسرة منذ فترة طويلة. وجددت المنظمة وفقاً لحديث رئيس دائرة العلاقات الدولية فيها وعضو لجنتها التنفيذية الدكتور غسان الشكعة التأكيد على شروطها لاستئناف عملية المفاوضات، مؤكداً ل"اليوم"، أن واشنطن منحازة للاحتلال الإسرائيلي ولم تعد شريكا حقيقيا في صناعة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه أوضح أنهم سيستقبلون كيري وسيستمعون له، ولكن سيرفضون أي ضغط يمكن أن يمارسه ضدهم. وعدد الشكعة أبرز شروط المنظمة لاستئناف المفاوضات قائلاً إن: "الشرط الأساسي قائم على وقف الاستيطان الإسرائيلي الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين ما قبل أوسلو"، مضيفاً أن أي مفاوضات قادمة يجب أن تكون، على قاعدة الشرعية الدولية، ووفقاً لمبدأ حل الدولتين، مع تحديد مدة زمنية لها وليس كما كانت بالسابق على مدار العشرين عاماً بدون نتائج ملموسة". وبين أنهم يدركون أن زيارة كيري تأتي بهدف دفع الجانبين للجلوس على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تقود فيها فرنسا جهوداً "لعقد مؤتمر دولي للسلام سعيا للتوصل إلى حل الدولتين"، مشدداً على أنه لا عودة للمفاوضات من أجل المفاوضات أو مفاوضات بدون ضمانات، مبدياً عدم تفاؤله بأن يحرز الحراك الفرنسي أي انجاز لصالح الفلسطينيين، سيما وأن الاحتلال أعلن رفضه لذاك الحراك. واعتبر أن واشنطن تستغل قوتها الكبرى، لصالح الحفاظ على أمن إسرائيل، في وقت تسمح لها بممارسة مزيد من العدوان الممنهج ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، الأمر الذي جعل القيادة الفلسطينية متمسكة بالمطالبة بتوفير حماية دولية للفلسطينيين، مع التأكيد على عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة مع الإسرائيليين. واتهم الشكعة إسرائيل بأنها لا تمتلك برنامجاً للسلام وإنما تفاوض من أجل المفاوضات، قائلاً:" منذ مؤتمر مدريد كان شعار الإسرائيليين في حينها سنفاوض الفلسطينيين أكثر من عشرين عاما، ولن نمنحهم أيا من حقوقهم"، مؤكداً أن ذاك الشعار يطبق حالياً.