الحرب على ليبيا تدق طبولها، والأمر أصبح مسألة وقت لا غير. ورغم تصريحات وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أن بلاده وضعت خطة عسكرية لمواجهة «داعش»، وإن كانت جهودها لا تزال تركز على الوصول إلى حل سياسي، غير أن الواقع على الأرض يرجح فرضية العمل العسكري على الاقل من الجانبين التونسي والجزائري. من جهته، أعلن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني استكمال بناء جدار وحفر خندق على جزء كبير من الحدود التي تربط بلاده مع ليبيا؛ للحد من عمليات التهريب ونقل الإرهابيين إلى الأراضي التونسية، وهو جدار يتم بناؤه بمساعدة أمريكية وألمانية. وقال فرحات الحرشاني وزير الدفاع التونسي: "إن تونس لن تستعمل السلاح ضد ليبيا أو تقوم بتدخلات عسكرية فيها؛ لأنها دولة تؤمن بأن فض النزاعات لا يكون إلا بطريقة سلمية". وأفاد الحرشاني خلال زيارة ميدانية إلى المنطقة العسكرية العازلة بالجنوبالتونسي على الحدود التونسية - الليبية بأن تونس "لن تقدم إعانة عسكرية في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في ليبيا"، مشيرا إلى وجود عدة سيناريوهات لشن تدخل عسكري في ليبيا. وفي إطار الاستعدادات من الجانب التونسي للحرب، أجرى المستشفى الجهوي في تطاوينجنوب شرق تونس يوم الجمعة عملية فرضية للتعامل مع إصابات متنوعة ومتفاوتة الخطورة، تعرض لها 15 مصابا محتملا جراء نزاعات مسلحة من وراء الحدود الشرقية، أو وقوع حادث خطير، حسب ما أوضحه رئيس لجنة الكوارث الدكتور عادل بالنور، وسخر المستشفى لمواجهة هذا العدد من المصابين 12 طبيبا و38 ممرضا وتقنيا و5 سيارات إسعاف وسيارة للمساعدة الطبية. من جهته، أكد مصدر جزائري أمني قرب بدء مناورات عسكرية جوية وبرية في الصحراء التونسية الليبية، تتضمن التدريبات والتنسيق بين القوات الجوية في الدولتين لمواجهة تهديد بري محتمل من تنظيم داعش في الجوار الليبي، مشيرا إلى أن التدريبات المشتركة تشمل طائرات مقاتلة حربية، وترتكز في المثلث الصحراوي الواقع في أقصى جنوب الحدود البرية بين تونس والجزائر، والتي تلتقي مع حدود ليبيا.