أكملت تونس، السبت 6 فبراير/شباط 2016، بناء منظومة حواجز على طول حدودها مع ليبيا بعد أشهر من اعتداءين على المتحف الوطني ومنتجع سياحي في تونس أدّيا الى مقتل عشرات السياح. وصرح وزير الدفاع، فرحات الحرشاني، للصحفيين بأن بناء السواتر والخنادق المملوءة بالمياه هو "يوم مهم" بالنسبة لتونس في تصديها ل"الإرهاب"، وقال: "الحاجز الحدودي سيمكننا من خنق الإرهابيين وتشديد الخناق عليهم". وقُتل في الاعتداءين اللذين أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عنهما العام الماضي، 59 سائحاً أجنبياً، وقال مسؤولون تونسيون إن المهاجمين تدربوا في ليبيا التي تشهد نزاعاً وينشط فيها تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال الحرشاني إن تونس قادرة على القتال ضد "الإرهاب" بطريقة فعالة. تمتد بطول الحدود وتمتد الحواجز على طول نحو 200 كلم من رأس جدير على ساحل المتوسط حتى الذهيبة إلى الجنوب الغربي من الحدود بين البلدين. وأشار وزير الدفاع التونسي إلى أن عسكريين من ألمانيا والولايات المتحدة سيشرفون بعد أشهر على تدريب الجيش التونسي على إدارة منظومة مراقبة إلكترونية على الحدود مع ليبيا مع تزايد خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك. ولفت إلى أن الحواجز التي تطلق عليها تونس اسم "منظومة الحواجز الحدودية" أثبتت فاعليتها، موضحاً أن السلطات تمكنت مراراً من اعتقال أشخاص حاولوا تهريب أسلحة. وفي مارس/آذار من العام الماضي قُتل 21 سائحاً وشرطياً في هجوم بالأسلحة على متحف باردو في تونس، وفي يونيو/حزيران قُتل 38 سائحاً في منتجع ساحلي قرب سوسة. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" كذلك مسؤوليته عن تفجير انتحاري في تونس في نوفمبر/تشرين الثاني أدى الى مقتل 12 من عناصر الحرس الرئاسي. وأعلنت وزارة الداخلية يومها أن المتفجرات المستخدمة في الهجوم هي نفسها التي استخدمت في صنع أحزمة ناسفة، وتم إحضارها بشكل غير قانوني من ليبيا وصودرت العام الماضي. تونس تغلق الحدود وعقب هجوم نوفمبر/تشرين الثاني أغلقت تونس حدودها مع ليبيا لمدة أسبوعين، وفي ديسمبر/كانون الأول أغلقت مطار قرطاج الدولي أمام الطائرات الليبية في إطار إجراءات أمنية. وتكافح تونس التي تعرضت العام الماضي لهجمات متشددين قتل خلالها عشرات السياح لكبح خطر الجماعات المتشددة وتضييق الخناق عليها، خاصة أن آلاف التونسيين يقاتلون في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا وسوريا، ويشكلون خطراً حال عودتهم إلى بلادهم. وتقدر مصادر رسمية بأن نحو 6000 تونسي توجهوا إلى العراق وسوريا وليبيا للقتال، وانضم العديد منهم الى جماعات متطرفة مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". لا تدخّل في ليبيا وتزايدت التكهنات بأن تشن قوات دولية هجمات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في وقت لاحق. وتثير هذه الخطط قلق تونس التي تدعو للتنسيق معها قبل اتخاذ أي خطوة. ونفى وزير الدفاع التونسي إمكانية استغلال أراضي بلاده للتدخل في ليبيا عسكرياً، قائلاً: "المجال الجوي أو البري لتونس لن يتم استغلالهما في صورة أي تدخل عسكري في ليبيا". وأشار الحرشاني إلى أن "تونس تقف ضد أي تدخل عسكري في ليبيا، وإن وُجد هذا التدخل يجب أن يمر بشكل شرعي عبر منظمة الأممالمتحدة"، مضيفاً "في حالة وجود أي تدخل عسكري محتمل يجب أن تتم استشارة تونس مسبقاً، فنحن لا نريد إعادة نفس أزمة اللاجئين التي حدثت في 2011 مباشرة بعد الثورة الليبية".