يمثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، شاهداً حياً على ما تزخر به المملكة العربية السعودية من إرث حضاري وماض عريق، سطر ملحمة إنسانية ملهمة، استطاع فيها الآباء والأجداد رجال هذا الوطن ممارسة شتى صنوف الحياة والتعايش مع الواقع بكل تجلياته وتحدياته؛ ليصنعوا لهم في تاريخ المجد صورة من الصور المميزة التي يحتضنها المهرجان. لقد استطاعت «الجنادرية» بعد مرور 30 عاماً أن تصبح تظاهرة ثقافية وتراثية عالمية، ترسل رسالتها الأصيلة إلى العالم أجمع؛ لتضعه في عين الحقيقة فيما كانت عليه المملكة في عمق التاريخ وما تزخر به من تنوع ثقافي وإرث حضاري عريق، وما وصل إليه الإنسان السعودي من منجز مميز في جميع تفاصيل حياته وقدرته على التميز بما حققه من معالم ومنتجات متنوعة. إن الجنادرية رسالة سامية تؤكد ماضينا الأصيل الذي نفخر به، وكيف عاشت المملكة في تنوع مميز استظل بدعوة الملك عبدالعزيز إلى كيان واحد ووطن يجتمع إلى الهدف والتنمية والتقدم.. وفي الوقت نفسه يعكس الصورة التي وصلت إليها المملكة العربية السعودية من تقدم وتطور ومواكبة الحاضر والعمل للمستقبل، منطلقة من تاريخ وإرث وقيم عظيمة صنعت من المواطن السعودي قدرة فريدة وتناغما وحد نسيج الوطن على يد مؤسسه حتى هذا العهد الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. وتأتي مشاركة المنطقة الشرقية كباقي مناطق المملكة؛ لتقدم ما كان علية أبناء المنطقة الشرقية من تميز وعراقة أصيلة، تحمل في طياتها روح البحر وصناعة النفط ومعالم من محافظة الأحساء الغالية؛ لتنقلها في قلب الجنادرية بمجسمات تحاكي في تصاميمها جزءا مما تكتنزه المنطقة من مخزون عميق وتاريخ مشرف. في «الجنادرية» صورة عميقة للحمة الوطنية التي نفتخر بها والتنوع الكبير الذي تحتضنه المملكة، ورسالة واضحة تؤكد قدرة المواطن السعودي على العمل والإنجاز في شتى الظروف والمواقع، كما أنها أيضا رسالة تعكس النمو والتطور الكبير الذي شهدته المملكة ومنجزاتها العظيمة على أرض الواقع.