سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان شخصية محبوبة داخليا ومؤثرة إقليميا ودوليا في فعالية أقامها «أدبي الشرقية» واستضافتها «اليوم».. الدكتور إبراهيم المطرف:
نظم النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية مساء الثلاثاء الماضي بمبني دار "اليوم" أمسية لتقديم وتدشين كتاب "سلمان: رؤية وطنية وحزم إقليمي وتأثير دولي" للدكتور ابراهيم بن عبدالله المطرف، قدّم للأمسية وأدارها رئيس النادي الأديب خليل الفزيع الذي وجه الشكر الى رئيس تحرير "اليوم" وادارتها على استضافة الأمسيه ثم معرفا بالمحاضر الضيف الذي شغل سابقا منصب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ووكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار الأسبق للأنظمة والتعاون الدولي. وقدم الفزيع للكتاب المطبوع من خلال أدبي الشرقية، ذاكرا بعض المعلومات العامة عنه قبل أن يستعرض د.المطرف أبرز ملامح الكتاب، وذكر الفزيع أنّ الكتاب يضمّ اثني عشر فصلا يتناول فيها الكاتب بالتحليل أبرز القرارات الملكية السامية وتأثيرها عربيا وإقليميا ودوليا. الكتاب قدم له صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وذكر المؤلف أنه سعى من خلال الكتاب إلى رصد أبرز التحدّيات التي واجهت المملكة خلال العام الأول من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورصد الانجازات التي عاشتها المملكة خلال هذا العام، وإلى فهم علمي دقيق وصحيح للتطورات التي عاشتها المملكة، وطبيعة هذه التطوّرات وشرح أبعادها، وطبيعة التحدّيات التي واجهتها المملكة، وسبل مواجهتها، من خلال آليات تحليل مضمون الخطاب بمنهج تحليلي. ويتناول المؤلف العديد من القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين على الصعيد المحلي تطويرا لآليات الحكم وإعدادا لجيل جديد من قادة المستقبل، ويرصد حركة السياسة الخارجية وأداءها تعبيرا عن موقف المليك، ومواقف المملكة من متغيرات إقليمية ودولية عدّة، وتجسيدا لرؤية المملكة في إدارة أو حل الصراعات والأزمات الإقليمية والدولية. لحظة تاريخية ويذهب الدكتور المطرف إلى أنّ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة جاء مع لحظة تاريخية فارقة ليس في تاريخ المملكة فحسب، بل في تاريخ المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط، وربما في تاريخ العالم المعاصر الذي يواجه مشهدا نوعيا جديدا في الكثير من متغيّراته، وفي الكثير من التحدّيات التي تطرحها اللحظة سواء من حيث الاختيارات أو المواقف، ويؤكد المطرف أهمية تتبع مواقف الملك سلمان وقراراته في إطار قراءة اللحظة التاريخية، وفي ضوء خطاباته التي توجّه بها إلى الشعب السعودي، استخلاصا لتوجّهات خادم الحرمين الشريفين، ولفهم تداعياتها وتأثيراتها في مجالاتها الحيوية، خليجيا وعربيا، وفي محيطها الإقليمي. ويقدّم الكتاب محاولة لاستعراض عطاء خادم الحرمين الشريفين في العام الأول من عهده حارسا على أسوار حاضر المملكة وبوابات مستقبلها، وبانيا للمزيد من أعمدة نهضتها، وزارعا لخير مواطني المملكة العزيزة، وتحت عنوان "مائة يوم من عهد سلمان" استعرض الدكتور المطرف أبرز القرارات المحلية التي صدرت خلال ال100 يوم الأولى من حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما استعرض الأوامر الملكية التي أصدرها المقام السامي متلامسة مع الحياة اليومية للمواطنين السعوديين، مبينا تفاعل المجتمع السعودي بكل شرائحه مع الأوامر الملكية، وتقديره لما تعكسه من توجهات في الحكم والإدارة. سنة من الإنجاز وفي هذا الصدد يقول المطرف: لم تكَدْ تمضي عشرة أيام، على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم حتى تداولت وسائل الإعلام الدولية والعربية والمحلية رأيَ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في أداء الملك سلمان، وقوله "إن الملك سلمان بن عبدالعزيز أنجزَ في 10 أيام أعمالا يقوم بها الزعماءُ الجدد عادة، خلال 100 يوم. وهنا نذكر، بأن ال 100 يوم الأولى من حكم أي زعيم، أو قائد، ملكا كان أو رئيسا تشكل في رأي وسائل الإعلام والخبراء الدوليين والمحللين السياسيين المقياس الذي يرصد "التّوجّه" و"الاتّجاه"، و"مؤشّرا" للأداء، ودلالة على "أسلوب" الحكم والسياسة، وعلامة على إيقاع المرحلة وطريقة الإدارة. وأضاف الدكتور المطرف: بلغة "الأرقام"، أيها الحضور الكريم، فإن الملك سلمان قد أصدر في نحو 40 يوما، من بداية توليه مقاليد الحكم، 44 قرارا ملكيّا، في اعادة لترتيب البيت من الداخل.. شملَت معظمَ أركان الدولة والحكم، فمن مجلس الوزراء، تغيير في الحكومة السعودية، إلى الهيئات السياسية، مرورا بالأجهزة الاقتصادية، في تحديث لإدارة الحكم، وعصرنة أساليبه وأدواته. وكل ذلك بهدف الانطلاق إلى "العصر"، بقوة دفع أكثر طموحا، ولكن، مع المحافظة على "الجذور"، و"الهُوِيّة"، والتمسّك بالأصالة، عقيدة دينية ووطنية. تجديد الحُكْم ومضى المطرف قائلا: لقد جاءت إعادة ترتيب البيت من الداخل، وإعادة هيكلة دعائم الحكم، مواكبة للحظة التاريخية"، ومجاراة لنداءات "الداخل"، وتلبية لاستحقاقات الحتمية التاريخية التي فَرَضَت فتحَ الباب أمام جيل جديد من الحكام، وعليه، فقد تمثلت أهم ملامح ترتيب البيت من الداخل، في ضخّ دماء شابة في "دولاب" الحكم. ولا يُمكنناُ النظرُ إلى القرارين الملكيّين، الخاصين با "الأميرين"، محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بمعزل عن الضرورات التاريخية التي فرَضَت فتحَ قنوات جديدة لتجديد حيويّة الحكم، وتمكين جيل جديد من القيادة، في مواكبة لضرورات العصر وتحدّيات المستقبل. إنها رسالة الملك سلمان، الهامة في بلاغتها ودلالاتها، كشفا عن "الاستراتيجي" في رؤية المليك وتوجهاته ونظرته إلى "المستقبل". وذكر المطرف أنّ كتابه تناول بالتفصيل جانب الإبداع في الأداء التنموي والحضاري، كاشفا عن ملامح من شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عبر استعراض أمين واع ودقيق لأهم تجربة حضارية في تحديث العاصمة السعودية الرياض، ما يجعل المراقب يلاحظ ارتباطا وثيقا بين الجوانب التنموية والحضارية في هذا الأداء، والجانب الإبداعي باعتباره ملمحا رئيسا من ملامحه الشخصية ومكونا من مكوناته الإنسانية حيث يشكل الإبداع كرؤية واسعة ركيزة للتعاطي مع كافة القضايا بما تنطوي عليه من مستجدات. مواكبة العصر ويرى المؤلف أن من القرارات الملكية التي بدأت بها ولاية الملك سلمان إنشاء مجلسي "الشؤون السياسية والأمنية" برياسة الأمير محمد بن نايف ولي العهد، و"الشؤون الاقتصادية والتنمية" برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد، حيث يهدف المجلسان إلى رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق تفاديا للازدواج وتوحيد التوجهات بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمؤسسات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات. وتناول د. المطرف عملية الانتقال السلمي للسلطة في المملكة والبيعة السعودية نموذجا في هذا الإطار حيث عدّ الملك سلمان مهندس الانتقال السلس للسلطة ورائد تجديد الدماء في الحكم، موضحا أن المملكة تعد أكثر دول العالم وضوحا وشفافية فيما يتعلق بعملية تداول السلطة وترتيبات الانتقال السلمي لمقاليد الحكم، معتبرا مشهد الحشود المبايعة في كافة مناطق المملكة بمثابة استفتاء حي على طريقة الانتقال السلسة للحكم. كفاءة الأداء وفي فصل حول السعودية والمتغيرات الدولية استعرض الدكتور المطرف أداء السياسة الخارجية السعودية في عهد الملك سلمان، متناولا عاصفة الحزم والإرهاب، كنموذجين، واعتبر مبادرة عاصفة الحزم ردا سعوديا عمليا جاء في الوقت المناسب لمواجهة التغيرات الإقليمية والدولية، في ضوء العديد من التحديات، إذ باتت مسألة أمن الخليج العربي مسألة وجود حيوي واستراتيجي للمملكة، لا مفاصلة فيها ولا تهاون، وهي لا تمس وجود المملكة وحسب بل تتصل بمستقبلها ومكانتها المتميزة في محيطها الإقليمي، وتأثيرها الاقتصادي الدولي. وفي هذا الجانب يقول المطرف: ومن القرارات الملكيّة المهمة، في إطار عملية إعادة ترتيب البيت من الداخل أيضا قرار إنشاء مجلسي الشؤون السياسية والأمنيّة، والشؤون الاقتصادية والتنمية، والتنظيم الخاص بهذين المجلسين الجديدين. وإحلالهما مكان عدد من المجالس واللجان التي تم إلغاؤها، كمجلس الأمن الوطني، ولجنة سياسة التعليم، ومجلس الخدمة المدنية. وذلك بهدف تعزيز العمل المؤسسي، وتوحيد صناعة القرار، ورفع كفاءة الأداء. إن تأسيس مجلس للشؤون السياسية والأمنية أيها الإخوة، يعني الكثير، فهو يأتي في ظل تحولات ومتغيرات إقليمية، وفي ضوء انهيارات سياسية وأمنية على مستوى واسع، وعلى نحو غير مسبوق، فالمجلس الجديد، يمثل نقلة نوعية لتعزيز العمل المؤسسي في صناعة القرار، من خلال تكامل السياسات وتوحيد التوجهات السياسية والأمنية هذا من جانب. السياسة الخارجية وأضاف المطرف: ولكنه من جانب آخر، يُعَدُّ تفعيلا لدور السلطة التشريعية والتنفيذية، وتوجها نحو بناء ملامح واضحة لخطوط السياسة الخارجية المستقبلية وما يتبعها من القضايا الأمنية والدفاعية. كما أنه يمثل ردّا سعوديا على الانهيارات الإقليمية المتزامنة في محيط المملكة "الجيواستراتيجي"، انهيارات أفرزت، وكما تعلمون، تحديات أمنية مباشرة لأمننا الوطني، ما استدعى تفعيل دور المملكة من خلال تأسيس هذا المجلس الهام، والذي يدخل تشكيله ضمن الاستراتيجية الوطنية لإدارة الأزمات. ومن الضروري هنا الإشارة إلى ان المجلس يعبر عن نظرة سعودية ثاقبة، تتمتّعُ بها القيادة السعودية الجديدة، وتتسمُ بقراءة واعية وصحيحة للواقع، ورؤية استشرافية للمستقبل، في التعامل مع الأزمات والتحديات والمتغيرات. وهي أزمات، لا يتوقع أن تكون قصيرة أو طارئة، وربما تطول عمقا وزمنا، ما يجعلنا نحن السعوديين في حاجة لعمل وجهد مستمرّين، للتعامل معها وإدارتها. إنه، أيها الحضور الكريم، تفكير سعودي يواكبُ معاييرَ العصر في أداء الهياكل المؤسسية العالمية المسؤولة عن الأمن الوطني. تأكيد الحزم وفي جانب من المداخلات قال الدكتور شافي الدامر رئيس قسم الدراسات العامة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إن التطورات القادمة في السياسة الخارجية ستكون أهم، مؤكدا أن عصر الملك سلمان اتسم بالحسم والسرعة في الردّ، صحيح أن المملكة كانت مبادرة في الكويت والبحرين واليمن ولكن مبادرتها في اليمن مختلفة لأن الوضع في اليمن مختلف، فالجهد منفرد لأن الأمن الداخلي خطّ أحمر، مبيناً أن قطع العلاقات يوصل رسالة إلى إيران بأن السياسة الماضية قد انتهت وثمة سياسة جديدة قادمة. وأضاف: في لحظة دخول المملكة على خط الأزمة في اليمن كان الجميع يتوقع سقوط عدن، واليوم الوضع مختلف والعمليات العسكرية تسير بشكل جيد. وبين أن المواجهة مع إيران وقطع العلاقات معها، وتعزيز العلاقات مع أمريكا وفرنسا وتركيا علامات على أن الحسم والحزم سيكون أقوى وأوضح. نموذج إنساني وفي مداخلة أخرى قال عضو منظمة التحرير الفلسطينية أحمد الريماوي أن من المسلم به والمعروف لدى الفلسطينيين أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو من أهم الشخصيات العربية الداعمة للقضية الفلسطينية منذ زمن مبكر يعود إلى ما بعد معركة الكرامة، مبينا أن الملك سلمان أخبرهم أن الحديث حين يكون داخل الأسرة الحاكمة عن القضية الفلسطينية فإن الأنظار تتوجه إليه لارتباطه بهذه القضية، وأشار الريماوي إلى إصرار خادم الحرمين الشريفين على أن يشرف بنفسه على جهود المملكة في إعانة أسر الشهداء الفلسطينيين والبقاء رئيسا للجنة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني حتى بعد تسلمه لملف ولاية العهد، بل لا يزال إلى اليوم يشغل هذا المنصب بنفسه ويهتم به، وختم الريماوي بالقول: مهما قلنا عن خادم الحرمين فسنبقى مقصرين. وتوجه نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور خالد الجريان في مداخلته بالشكر إلى نادي المنطقة الشرقية الأدبي لمبادرته بطباعة هذا الكتاب القيم، مشيرا إلى أن نادي الأحساء سبق وأن طبع كتابا آخر عن الجانب الثقافي في شخصية خادم الحرمين الشريفين، وأضاف الجريان: ما أبدعه الدكتور المطرف في كتابه يستحق أن يدرّس للأجيال القادمة، وأن يقدّم للعالم، لأنها شخصية عظيمة غيّرت مجرى التاريخ.. الفزيع يسلم درع النادي للمطرف رئيس التحرير وبجواره الزميلان كمال المزعل وعبدالعظيم الضامن نخبة من الأكاديميين والإعلاميين خلال الأمسية صورة جماعية لبعض حضور الأمسية