الإعلام في اللغة كلمة مصدر من أعلم يعلم وأخبر يخبر، وتداول الناس للأحداث اليومية والأخبار فيما بينهم يندرج تحت هذا المفهوم اللغوي لكلمة الإعلام، ويهدف إلى تزويد الجماهير بقدر من المعلومات عن طريق نشر الآراء والمواقف عبر وسائله المرئيّة والمسموعة والمقروءة. وفي الحديث الشريف: «بلغوا عني ولو آية»، وأيضاً: «فليبلغ الشاهد الغائب» أي أوصلوها لغيركم وأعلموا الآخرين. أما الإعلان فهو أحد الأنشطة الإعلامية الضرورية للأنشطة الربحية وغير الربحية، وخاصة الاقتصادية من صناعة وتجارة وخدمات وغيرها. وهو وسيلة اتصال إقناعية موجهة لجمهور كبير من الناس، وجهود غير الشخصية يدفع عليها مقابل عرض الأفكار أو السلع أو الخدمات وترويجها. وقد ساعدت وسائل الاتصال الحديثة: كالأقمار الصناعية، والشبكة العالمية للاتصالات، والهاتف النقال، على تحقيق قفزات نوعية في التواصل ونقل المعلومة؛ نظراً لتميزها بالسرعة في نقل الخبر إلى أي مكان في العالم. والمشكلة التي نحن بصددها الآن، كيف نسخر الإعلام والإعلان لخدمة الوطن والمواطن؟ فعندما نتناول مشكلة ما بالعرض والنقاش ليس الهدف التشويه بقدر ما هو التحسين والتطوير ودرء المفاسد. ولو فتح كل مسؤول بابه للعامة واستمع لمشاكلهم وسعى لحلها بما يملك من إمكانيات؛ لما احتجنا إلى الطرق الإعلامية غير المباشرة للتوصيل. فكل مسؤول يحيط به مجموعة من البشر إما أن تكون مخلصة في عملها وإما أن تكون أنانية متخاذلة في عطائها. ويراودني في هذا المقام قصة بائع اللوز في الأحساء، الذي أثار تفاعل عدد من المغردين عبر موقع «تويتر»، وهو يشتكي ضعف الحال، ويصرخ "بلدية الأحساء تقطع رزقي" نتيجة لتحرير مخالفة له ومنعه من البسط وبيع بضاعته الموسمية، ويطالب المسؤولين أن يجدوا له حلاً. ولولا الإعلام لما وصلت قضيته إلى أمين أمانة الأحساء وتم حل المشكلة. هذا هو مثال للإعلام النظيف، الذي يحقق غايات نبيلة رحمة بعباد الله، وللأسف أصبح الأداة الفعالة لتوصيل المطالب الخاصة بسبب الأبواب المغلقة، والتعثر بالأشخاص الذين يحولون دون الوصول لأصحاب القرار. ولو نفذ كل مسؤول ما صرح به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- "أبوابنا مفتوحة وأذاننا مفتوحة وتلفوناتنا مفتوحة، ومن له رأي أو حاجة الله يحييه"؛ لما أثيرت بلبلة عبر وسائل الإعلام. ولو ساهم كل منا بنشر المفيد وغض نظره وسمعه عن اللا مفيد والضار بخلق الله؛ لعشنا جميعاً بخير ووئام وساد السلام. وفي هذا المقام من يقول لي عكس ما ذكرت؟.