نعلم أن حرمة الميت كحرمته وهو حيّ، كما قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا" الآن بلدية خميس مشيط كانت أبعد ما يكون عن هذا الاهتمام بمراعاة حرمة الأموات، تجلى ذلك في مقبرة (مصلوم) شمال شباعة التي تقع خارج اهتمام البلدية، ويظهر ذلك من خلال الوضع المزري لتلك المقبرة. إن الوضع فيها لا يعكس ما تسعى اليه الدولة من الاهتمام والمتابعة لتوفير المستلزمات المساندة الضرورية لاتمام عمليات الدفن لتخفيف المعاناة عن الأسر المكلومة، الذين أوصى بهم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) كون لديهم ما يشغلهم. فمقبرة (مصلوم) مهملة من جميع النواحي، بدءا بتجهيز القبور، حيث لا توجد قبور جاهزة، إذ إن أقارب المتوفى هم من يقومون بحفر القبر باستئجار (بكلين) لحفره كيفما اتفق لعدم وجود تنظيم للحفر ولَك ان تتصور مدى المعاناة في مثل هذا الوقت الحرج. وَمِمَّا يزيد المعاناة عدم توافر الماء ما يتوجب إحضاره من خارج المقبرة ، بالاضافة الى ان جميع ابوابها مخلعة ، بحيث أصبحت مرتعاً للحيوانات السائبة مثل الكلاب والقطط ومجمعا للنفايات، ما يتنافى وحرمة المكان الذي يضمّ رفات اخواننا الذين سبقونا اليها. الأدهى والأمر انه لا يوجد حراسة أمنية، للتأكد من تصاريح الدفن، ففي هذه المقبرة يستطيع أي شخص ان يحفر القبر ويدفن، دون رقيب أو حسيب. إنها كارثة ان تتردى الخدمة في هذه المقبرة الى هذا المستوى، وكأنها خارج مسؤولية بلدية خميس مشيط، وهذا يعطي مؤشرا حقيقيا عن تقصيرها فيما سواها من الأعمال المنوطة بها. الآمال معقودة على الجمعيات الخيرية، وجهات الأوقاف ورجال الأعمال للالتفات الى هذا المرفق الهام، لكسب رضا الله - سبحانه وتعالى - بالتقرب اليه بهذا العمل الجليل، باكرام موتى المسلمين ... قال تعالى: ( ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ). الأمر يستحق الاهتمام والمتابعة من الجهات الأمنية ، قبل الجهات الخدمية التي تقوم على خدمة المقابر. قد يكون هناك مقابر أخرى يوجد بها نقص واضح في تجهيزاتها، آمل أن يكون هذا المقال قد سلط الضوء للاهتمام بتنظيم أعمالها وتفقد الاحتياجات اللازم توافرها في المقابر ، إكراماً لاخواننا المتوفين الذين سبقونا الى المثوى الأخير ، ونحن نعلم اننا سائرون على الطريق نفسه، نسأل الله - تعالى - الرحمة لموتانا، وأن يجزل المثوبة لمن سعى الى خدمة مقابر المسلمين.