ناقش برنامج "mbc في أسبوع" تقريراً نشرته "سبق" حول دخول عددٍ من الجمال السائبة إلى مقبرة محافظة رنية، وتدنيسها حرمة الأموات، مع الإشارة إلى خطورة العبث بالقبور، وذلك بعد أن تعرضت هذه المقبرة للإهمال وأصبحت أبوابها مفتوحة مع عدم وجود حارس لحمايتها. وقال مقدّم البرنامج الزميل الإعلامي علي الغفيلي، في تقريره: "عدم مراعاة حرمة الموتى والاستهتار والإهمال، أصبح عنوان الموقف بعد ما صارت هذه المقبرة مفتوحة بشكلٍ دائم، وتفتقد إلى وجود أي حارس، كما أنها أصبحت مأوى للحيوانات السائبة، التي قد تنبش قبور الموتى".
وأضاف: "هذا الإهمال الواضح من جانب بلدية رنية، وعدم مراعاة حرمة الموتى، زاد المطالبات بضرورة محاسبة المتسببين والمقصرين، مع سرعة إغلاق أبواب المقبرة".
من ناحيته قال عضو المحكمين في السعودية الشيخ الدكتور أحمد المعبي: "الإنسان له حرمه سواء كان حياً أم ميّتاً، والمسلم له كرامة، ولا يجوز المشي في المقابر بالحذاء، بل يجب نزعه، لشدة كرامة الميت، كما يجب الاعتناء بالمقابر، ووضع بواب لحراستها".
وقاطعه "الغفيلي" بقوله: "يا دكتور.. بلدية رنية، أذن طين وأذن عجين"، فرد "المعبي" قائلاً: "يجب علينا الاعتناء بالمقابر، لأن لها حقاً على المسلمين، وبعض المقابر صارت مواقف للسيارات، وهذا أمر لا يجوز، كما أنه اعتداءٌ على الإنسان، واعتداءٌ على الله سبحانه وتعالى، واعتداءٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وكانت "سبق"، قد نشرت تقريراً الأسبوع الماضي، عن رصد عدسة أحد مواطني محافظة رنية، تدنيس عددٍ من الجمال السائبة لحرمة أموات مقبرة المحافظة، بعد أن أصبحت مرعى ومكاناً لدخول الحيوانات وعبثها بالقبور، عقب أن أهمِلت وأصبح باب المقبرة مفتوحاً ولا يوجد بها حارسٍ لحمايتها والاهتمام بها، في الوقت الذي فتحت "سبق" فيه ملف "المقبرة" مع البلدية قبل ثلاثة أعوام، وما زالت تلك الوعود حبيسة الأدراج حتى الوقت الحالي.
وقال المواطن محمد السبيعي ل "سبق": "فوجئت أثناء مروري بجانب المقبرة، بأن عدداً من الجِمال السائبة قد اتخذتها مكاناً للرعي وللعبث، ما دعاني للدخول وإبعادها عن القبور وتدنيسها، لكون أبواب المقبرة مفتوحة عقب تلك الأبواب السابقة دون استبدال".
وأضاف: أخرجت الجِمال وبعد ساعة من إخراجها، أحضِرت جنازة رجل للمقبرة، وليست المرة الأولى التي نشاهد من خلالها الحيوانات من "الجمال والكلاب" أعزكم الله، تتواجد في المقبرة.
وأكد أن حال المقبرة يرثى له من حيث عدم وجود أبوابٍ تحمي حرمة الميت من عبث وتدنيس الحيوانات، وكذلك من حيث وجود خدماتٍ جاهزة لمن يدفنون الجنائز.
وقال: "القبور عشوائية ومتداخلة ويصعب المرور من بينها، وأدوات الحفر والدفن قليلة جداً وبعضها غير موجود، والإنارة معدومة، وكثيراً ما يستعان بالدفاع المدني لتسهيل إجراءات الدفن المسائي، ولا توجد شبكة للمياه وينعدم وجود مكانٍ لاستخدام اللبنة والطين المخصّص للدفن، فضلاً عن عدم وجود حارس أو مراقب أو مسؤول عن المقبرة".
وفتحت "سبق"، بتاريخ 28 - 2 - 1432ه، مع البلدية، ملف "المقبرة الرئيسية بالمحافظة"، التي تشكو من انبعاث روائح كريهة من "جثث الموتى بالمقبرة"، الأمر الذي تسبب في تأذي مجاوريها من الروائح التي أصبحت تحاصرهم، وسط اتهاماتٍ ل "حفّار القبور"، بعدم إتقان حفر القبور كما يجب، بعد مشاهدة قبور عِدة مرتفعة عن سطح الأرض، لتتحوّل لحفر وليس كبقية القبور التي يصل عمقها إلى متر كامل، يحفظ للميّت كرامته وحرمة وجوده، بالإضافة لكونها تفتقر للخدمات الضرورية والأساسية في المقابر، وسط وعودٍ منهم حينها، قبل أن تتبخّر وتصبح حديثاً للأمس دون تنفيذ.