تستقطب الجهات الصحية بالمملكة علاجاً جديداً لمكافحة سرطان الثدي المتقدم بعد أن تم إقراره من هيئة الغذاء والدواء في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويأتي هذا العلاج كحدث استثنائي في مجال سرطان الثدي معززاً من استراتيجيات الأطباء في التغلب على معظم أعراض السرطان الانتكاسي. تغيير إيجابي وأوضحت أستاذ ورئيس مركز أورام الثدي في جامعة ميونيخ بألمانيا الدكتورة نادية هاربيك ورئيس وحدة علاج الأورام والتجارب السريرية في قسم جامعة أمراض النساء بميونيخ، أن هذا التطور الجديد يمثل تغييراً إيجابياً في مجال علاج سرطان الثدي، حيث ان لمصل كادسايلا (T-DM1) قدرات علاجية قوية على مريضات بسرطان الثدي المتقدم هير2، مشيراً إلى أنه يعمل على نقل المواد الهجومية إلى الخلايا السرطانية دون الخلايا السليمة دون التسبب في فقدان الشعر والغثيان للمرضى. ونوهت الدكتورة هاربيك إلى احتياج مريضات سرطان الثدي المتقدم هير2 لرعاية خاصة حيث إن هذا النوع يتسم بقدرة الخلية السرطانية على الانقسام والتكاثر بصورة سريعة، ويعد هذا المرض من أشد انواع سرطان الثدي فتكاً وتتسم خلاياه بإظهار قدرة عالية على تمكين الورم من النمو والانتشار. علاج واعد من جانبها كشفت استشارية الأورام والباحثة الإكلينيكية في مجال الأورام الجزيئية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة أطلال ابو سند أن هذا التطور يعتبر علاجاً واعداً وهي أجسام مضادة معدله بيولوجياً تحمل مادة كيميائية تعزز من قدرة الأطباء في التغلب على معظم أعراض المرض بالإضافة لمساهمته في زيادة متوسط العمر لدى المرضى مع خلو المريض من خلايا المرض، مضيفة: "الآن أصبحنا قادرين على أن نتعامل مع السرطان كمرض محتمل الشفاء أو أن نجعله مرضاً مزمناً بالأدوية لفترات طويلة، ولكن هناك مرضى كثيرين ما زالوا يفقدون حياتهم بسبب السرطان المنتشر لذلك يجب الاستمرار والمشاركة بالأبحاث العلمية والسريرية وتشجيعها". خيارات علاجية كما وأشار الدكتور حمدان السويلمين استشاري أمراض الدم بمستشفى سعد التخصصي بالدمام ورئيس شعبة أمراض الدم والأورام، إلى أن هذا التطور يعتبر خطوة مهمة في علاج سرطان الثدي لأنه يوفر مزيداً من الخيارات العلاجية محلياً مع الحد من الأضرار الجانبية المصاحبة للعلاجات التقليدية، مؤكداً أن هناك خيارات علاجية متعددة ومع هذا التطور نستطيع أن نحدد الاستخدام الأمثل للعلاج ووضع استراتيجيات علاجية واعدة. وأفاد الدكتور السويلمين أن سرطان الثدي أكثر الأورام انتشاراً بين السيدات في المملكة ويمثل 13 % من إجمالي الأورام في المملكة وتشخص ما يقارب ال 40% من الحالات في مراحل متقدمة من المرض وتحمل امرأة من كل 5 سيدات بروتين النوع الشرس ايجابي المستقبلات هير2 بمعدل 20-25%، وهو شكل شرس وفتاك من أنواع السرطان التي كان من الصعب علاجه ويحمل معدلات كبيرة من فرص الانتكاس عند الاكتشاف المتأخر خاصة حينما يكون فيها الورم كبير الحجم ويصل تأثيره للغدد الليمفاوية المجاورة. ارتفاع حالات الإصابة إلى الضعف هذا ويدشن وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح رئيس الدورة ال40 لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، الأحد المقبل، الحملة الخليجية للتوعية بمرض السرطان تحت عنوان (40% حماية 40% شفاء -بإذن الله-)، وسط توقعات طبية بارتفاع حالات الإصابة به في منطقة الخليج العربي إلى الضعف خلال السنوات العشرة القادمة. صرح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، موضحًا أن الحملة تأتي بالتزامن مع احتفاء دول العالم باليوم العالمي للسرطان الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي حول عوامل الأخطار المؤدية للإصابة بالسرطان - وتشجيع حماية البيئة (الماء والغذاء والهواء) والصحة العامة المهنية -، فضلا عن رفع مستوى الوعي الصحي حول طرق الكشف المبكر عن السرطان وأهميتها في تحسين فرص الشفاء - وتفعيل البرامج الوطنية لمكافحة السرطان كمسؤولية مشتركة بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية. وأفاد بأن الحملة تنطلق تحت شعار (40/40) استناداً على الدلائل العلمية التي تشير إلى أن (40%) من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها - بإذن الله - باتباع أنماط الحياة الصحية وعادات غذائية صحية وممارسة النشاط البدني والمحافظة على الوزن الصحي، بينما ال (40%) الأخرى يمكن شفاؤها - بإذن الله - إذا تم تشخيصها مبكراً وخضعت للعلاج المناسب في حينه. وأشار إلى أن أهمية هذه الحملة تنبع من الاهتمام العالمي بداء السرطان كمشكلة صحية عالمية بوصفه أحد الأسباب الرئيسة المؤثرة على الأفراد والمجتمع، ويتوقع أن يصل عدد المصابين به في العالم إلى 21 مليون مريض بحلول عام (2030م)، مبينًا أن منظمة الصحة العالمية أوضحت أن (40%) من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها - بإذن الله - و (40%) منها يمكن الشفاء منها في حال تم تشخيصها مبكراً ومعالجتها فوراً، وهو ما دفع بالقائمين على هذه الحمل بإطلاقها تحت شعار 40 X 40. وكشف الدكتور توفيق خوجة عن أن السجلات الوطنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سجلت أكثر من (119) ألف حالة سرطان بين مواطني دول المجلس خلال الفترة من يناير 1998م إلى ديسمبر 2009م، ويتراوح معدل الإصابة به لكل (100.000) مائة ألف نسمة ما بين (72 - 158)، وسط توقعات طبية بارتفاع حالات الإصابة به في الخليج إلى الضعف خلال السنوات العشرة القادمة، نظراً لتغير نمط الحياة وتزايد مؤشرات الخطورة من: تعاطي التدخين والسمنة، وقلة النشاط البدني، وغيرها من المسببات البيئية والتغيرات في الطفرات الجينية.