خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عرفناه ذلك الرجل الذي يهتم بجميع شئون بلاده، ولاشك ان خبرته الأولى على يد والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ثم بسعة اطلاعه وحبه الشديد للقراءة وبالذات تاريخ هذه البلاد المباركة وكما هو معروف أن التاريخ علم واسع، لكن الملك سلمان كان جل اهتمامه منصبا على تاريخ بلادنا سواء الأحداث التاريخية أو القبائل أو المواقع أو الانساب، ويحرص على معرفة أحوال كل مدينة بل كل قرية وكان الله في عون من يسأله الملك عن «ديرته» أو قبيلته، ويحرص -حفظه الله- على أن يرد بنفسه على أي خطاب يصله، وفي الملتقى الثقافي الخاص بنا اعتز بامتلاكي ما يزيد على خمس رسائل موقعة منه - أدام الله عزه- وهنا بعض من صورها. عندما يتحدث الملك عن بعض الأمور والأحداث التاريخية وغالبا ما تنشر في الصحف نجد أن سعة الاطلاع والقدرة على تحليل بعض الأحداث وربطها بالوقت والموقع والأشخاص والحالة نجد أن مليكنا -حفظه الله- يعطي تحليلا تاريخيا مترابطا يجعلك تعيش مع هذا الحدث. هذه الصفة من الكثير من صفات ابو فهد -حفظه الله- جعلته يهتم بأن تكون دارة الملك عبدالعزيز من أهم الأماكن التي تضمن المراجع والمخطوطات والوثائق لتاريخ وأحداث بلادنا، وجعل منها مصدرا ومرجعا لكل باحث، واستطاع -حفظه الله- أن يوفر لهذه الدارة الكثير من الوثائق والمخطوطات مع توفير كافة الأجهزة الحديثة لحفظها من التلف واعادة ترميم ما يلزم منها. نعلم أن عملية الجمع والبحث عن المخطوطات والوثائق من أصعب الأمور حيث إنها موزعة ومتناثرة داخل وخارج البلاد.. ولكن بحمد الله ثم بعزيمة الملك المؤرخ استطاع أن يجمعها وأن يحفظها في دائرة تحمل اسم مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-. ولاشك ان أجمل هدية يأنس لها ويعتز بها ولي أمرنا هي أن يقدم له مخطوط أو وثيقة لبلادنا حتى تأخذ مكانها في دارة الملك عبدالعزيز. اعتاد -حفظه الله- عندما يزوره بعض الشباب أن يسألهم عن تاريخ اسرهم وديارهم من أجل أن ينمي لدى هؤلاء الشباب وطنيتهم وتاريخهم. لقد اختصرت هذه المقالة في الملك المؤرخ لأني وجدت أن هذه الصفة لدى الملك سلمان يتميز بها ويحب أن يغرسها لدى كل مواطن وهذا بعد آخر له -يحفظه الله- ولأنه من المعلوم ان كل امة تعتز بتاريخها وربطه بالحاضر فمنه الاستفادة ومنه الحفاظ على هوية الامة واعتزازها بتاريخ اجدادها.