تتميز لعبة كرة اليد -اللعبة الشعبية الثانية في المملكة العربية السعودية عقب لعبة كرة القدم- أنها لعبة "عائلية"، حيث إن أغلب ممارسيها ينتمون إلى عائلة واحدة أو يربط فيما بينهم رابط نسب أو قرابة. فمنذ سنوات والعائلات جزء لا يتجزأ من تاريخ كرة اليد السعودية، فمن يمكن له أن يتناسى عائلة عايد التي أنجبت واحدا من أعظم لاعبي كرة اليد السعودية عبد الرحمن عايد، أو الحربي والينبعاوي والقرشي، تلك الأسماء التي عشقت كرة اليد في الساحل الغربي من المملكة. ويبدو أن تلك الظاهرة هي أكثر بروزا على ضفاف الساحل الشرقي للمملكة، حيث تواجد -وما زال يتواجد- العديد من العائلات التي عشقت كرة اليد حتى النخاع، كعائلة البراهيم التي أنجبت الأسطورة الخلجاوية أحمد حبيب، أو السبع التي تخرج منها النجم السابق والمحبوب من قبل الجميع عباس السبع، وكذلك الشاخور والسيهاتي، ولا ننسى عائلة العليوات التي خرجت اثنين من أبرز الأسماء في تاريخ كرة اليد السعودية عبد العظيم وعلي، إضافة لعائلة آل سعيد التي انجبت لكرة اليد السعودية أسدها مناف وشقيقيه فاضل وقصي، كما نتذكر دائما عائلة العبيدي والخضيمي وآل سالم والجنبي والعلي والخضراوي، وكذلك الزاير والمحسن وغيرها من العائلات التي قدمت العديد من أبنائها لنجومية كرة اليد السعودية. هذه السمة والميزة لكرة اليد السعودية انعكست إيجابيا على أداء المنتخبات السعودية المختلفة لكرة اليد، فقادتها لتحقيق العديد من الإنجازات الخليجية والعربية والآسيوية، وكذلك النجاح في الوصول للبطولات العالمية؛ نظرا للتقارب الكبير بين اللاعبين واستشعارهم لروح المسؤولية من خلال تمثيلهم لعائلة كرة اليد السعودية. أما اليوم، ورغم أن عدد الأشقاء والأقارب في منتخب كرة اليد بدأ في التقلص، إلا أن روح "العائلة" ما زالت متواجدة، فقد تكون عدوى تنتشر من جيل لجيل رغم اختلاف الظروف، وربما تكون إحساسا يستشعره جميع المنتمين لكرة اليد السعودية بدأ من رأس الهرم المتمثل في رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد تركي الخليوي وحتى أصغر لاعب في المنتخب. هذه الروح ساهمت في تجاوز "قبضة الأخضر" للعديد من المواقف الصعبة على مر السنين، وها هي اليوم تستعد لتقديم المزيد من فصولها خلال لقاء حاسم يجمع بين الأخضر السعودي والأحمر البحريني؛ من أجل كتابة تاريخ جديد لكرة اليد السعودية، يزين بتأهل ثامن لمونديال كرة اليد (2017م) بفرنسا.