دائماً ما نتوقع ان الحياة طويلة، وكلما تقدمنا وبدأت خطواتنا تزداد للأمام، تعلو وترتفع آهاتنا، نمضي وبداخلنا افكار تُثقل توجهنا واستمرارنا نحو الأفضل. كلما قرُبنا نحو النور تباطأنا أكثر، لم نستسلم ولكن اقتربنا لان نقع في حفرة الاستسلام، لان نضع جداراً امامنا، نعم أنفسنا تمنعنا من المرور وإكمال ما بدأنا، لأننا نخاف ونخشى عندما نتذكر اننا فيما مضى قد تعبنا وشقينا وتلاعبت بنا الحياة وهذا كافٍ! ونخشى اننا عندما نستمر في طريقنا المنشود، فإننا سوف نرى في طريقنا الجروح والآلام من تعثرنا في الصخور، والكثير الذي نتوقعه ونضعه في فصل من فصول حياتنا، لنتوقف فجأة، لماذا!! لأن الحياة سوف تواجهنا عكس ما نتمنى ونرجو، ستوقعنا مرات ومرات، سنتألم وقد تأخذ منا احلامنا وتعطينا ما لا نريده. ستوقعنا في الفخ بعد قرب الوصول. لا ليست هذه هي الحياة، فالحياة كما انها صعبة وشاقة، هي ايضا مليئة بالصفاء والنقاء، مليئة باللذة والسعادة عندما نراها من منظورنا، عندما نريدها نحن كذلك. لماذا تسد علينا الطريق عندما نقترب للنهاية او نكون قد وصلنا؟ ليست الحياة التي اوقفتنا، بل نحن من وقفنا والحياة كما هي مستمرة، نحن أردنا ان نقف خشية من القادم ورهبة من الماضي. خوفاً من المستقبل وانكساراً وهزيمةً عندما نلتفت للوراء، نعم ما خلفنا هو الماضي. هو خلفنا وليس نحن خلفه، لماذا دائما نضعه امامنا وننكسر لما قد ذهب، ونفقد ما كان لدينا من جمال وثقة في أنفسنا! لماذا لا نأخذه على انه تجربة ممتعة ومفيدة وهدية من السماء ودروس نأخذها ونتعلم منها لا لنقع بل لنقف، لننضج، لنتعلم أكثر ان وضعناه خلفنا واخذنا معنا العبر وتركنا ما لا يهمنا. إن أردنا شيئا وجعلناه نصب اعيننا سنأخذه بإذن الله. فنحن نأخذ ما نريد ونضع ما لا نريد، ولكن الحياة قد تقدم لنا ما لا نريد وتأخذ منا ما نريد، لماذا نحزن عندما لا يحصل او نأخذ ما نريده وما توقعناه، قد يكون تركيزنا في ما لا نريده هو اساس تفكيرنا خوفا من ضياع ما نريده، ولعل عكس ما نتوقعه خيرة ومصلحة لنا، لنواجه الحياة بتوقعات معقولة، وليس خطأ ان نضع توقعات بعيدة لما نرغب به وما نريده، ولكن لنضع بالحسبان ونترجم لخيالنا انه قد يحدث عكس كل ما نتوقعه!! لا ليخيب ظننا بالله سبحانه، بل لنزداد حُسْنًا وتعلقاً بالله لأنه سوف ييسر لنا أموراً لم نكن نتخيلها. لننظر للغد ليس غَدُنا بَل غَدُ حاضِرنا لِنَرُدّ الصفعات قبل مجيئها. دُمتم بأمل وتفاؤل.