تشير توقعات مختصين بأحوال الطقس إلى اتجاه مؤشر درجات الحرارة بالساحل الشرقي نحو انخفاض حاد، حيث تتدنى الصغرى إلى الصفر المئوي في الأيام الأخيرة من شهر يناير الجاري، خاصة في الأجزاء الشمالية من المنطقة. ويتوقعون أن تسجل متوسط خمس درجات ليلا في حاضرة الدمام، منتصف الأسبوع المقبل، الذي يعني تحوّل الأجواء إلى البرودة الفعلية، بعد أيام متواصلة من الدفء، وتبلغ 15 و18 نهارا خلال 10 أيام، وتكون الدرجة المحسوسة أقل من هذه المعدلات، وذلك بسبب انخفاض مستويات الرطوبة، اعتبارا من يوم الأحد المقبل. فيما تنشط الرياح الشمالية اليوم الخميس، مثيرة للأتربة والغبار أحيانا، في المواقع المكشوفة والطرق البرية بين المدن، تتحول لجنوبية خفيفة ثم إلى معتدلة السرعة خلال ال 48 ساعة القادمة، وسط احتمالات هطول الأمطار في اليومين القادمين بمشيئة الله تعالى. كما يتشكل الضباب مجددا أواخر الليل والصباح الباكر في اليوم الثالث على التوالي، مغطياً أجزاء من الشرقية ودول الخليج العربي، ويؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية، كما تحدث الظاهرة في مرتفعات جنوب غرب المملكة. وتستمر أجواء المملكة اليوم مستقرة بمعظم المناطق، وتميل إلى بداية دخول موجة باردة، حيث إنه من المتوقع حدوث تغيرات قوية، في الحالة الجوية في الأيام القريبة القادمة، متوافقة مع الأسبوع الأخير من يناير؛ نتيجة تدفق هواء قطبي شديد البرودة نحو حوض شرق المتوسط، ويمتد في مؤثرات نسبية إلى شمال غرب المملكة، ومنها شرقا والى شمال الوسطى، مع اتجاهات شمالية ومتقلبة لرياح معتدلة السرعة. وبحسب الدكتور عبد الله المسند، أستاذ المناخ المشارك بجامعة القصيم، فإن الضباب عبارة عن قطرات مائية عالقة بالهواء، وتعد سحباً منخفضة فوق سطح الأرض مباشرة، وتتكون هذه الظاهرة نتيجة تكثف بخار الماء، عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أو دون درجة الندى أو التشبع (أي درجة الحرارة التي يتكثف عندها بخار الماء العالق بالهواء). وأضاف: ويحدث الضباب في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، ويتزامن حدوثه مع ساعات الصباح الأولى بفصل الشتاء، ويمثل أحد أخطر الظواهر المناخية على وسائل النقل المتعددة، حيث تشتت قطرات الماء العالقة بالهواء الضوء، مما يؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية إلى مستويات متدنية جدا. وأوضح أن الضباب في المناطق الساحلية، يتشكل في أي وقت خاصة في ساعات الصباح الأولى؛ وذلك لتشبع الهواء ببخار الماء، وارتفاع نسبة الرطوبة إلى معدلات يعجز الهواء عن حملها، فتتكثف على صورة ضباب، ويختلف ذلك في المناطق الجافة التي يندر بها المطر، وتوافر عامل ارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي تكون هذه الظاهرة المائية نادرة الحدوث، باستثناء فصل الشتاء حيث تتدنى درجة الحرارة وتزيد معدلات الرطوبة ويتعاظم الضباب بالقرب من المسطحات المائية أيضاً، وعادةً يتكرر بعد هطول الأمطار التي يعقبها انخفاض في درجة الحرارة إلى مستوى نقطة الندى أو التكاثف. وقال الدكتور المسند: إن الظواهر الجوية المائية كثيرة، ومنها (الندى)، أو التكاثف السطحي الذي يتكوّن عندما يتكثف بخار الماء العالق بالهواء الملامس مباشرة لسطح الأرض أو أوراق النباتات أو السيارات ونحوها، ويرجع سبب ذلك إلى تبرد تلك الأجسام ليلاً، ومن ثم تفقد حرارتها عبر ظاهرة الإشعاع إلى ما دون نقطة ندى الهواء الملاصق لهذه الأسطح، فينتج عنه تكثف بخار الماء على الأسطح مباشرة عبر قطرات الندى، حتى تتبخر مع شروق الشمس. واسترسل: "عندما تنخفض درجة الحرارة إلى مستويات متدنية، تحدث ظاهرة أخرى وهي (الصقيع) الذي يتكون عند تحوّل قطرات الماء فوق الأسطح إلى جليد بلوري، وهناك الضباب الإشعاعي الذي يتشكل آخر الليل وأول النهار؛ نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة بعد نزول الأمطار الغزيرة والرياح الساكنة وعند خلو السماء من السحب ليلاً، ويساعد في تسريع تبريد سطح الأرض عبر الإشعاع الأرضي". وأبان أن حينها يبرد الهواء السفلي فيتكثف بخار الماء العالق في الهواء مشكلاً ضباباً مرئياً، ويبقى حبيس المنطقة الدنيا من الغلاف الجوي؛ بسبب طبقة الهواء التي تعلوه، وهي أدفأ من طبقة الهواء الحاملة للضباب (وهذا ما يسمى بالانقلاب الحراري وهو ارتفاع درجة الحرارة بالارتفاع عن سطح الأرض)، ومع الشروق يبدأ بالتلاشي على نحوٍ تدريجي وسريع.