لا أحد يشك في أن شبكة ال «BBC» البريطانية العامة الممولة من البريطانيين لديها عداء تقليدي مع الشعب السعودي : ثقافته، دينه، حكومته، وهذا العداء يجري بشكل طبيعي ومستمر ويبرز بشكل دعائي فاضح وقت الازمات، فهنا موضوعية الإعلام وحياديته التي تزعمها الحكومة البريطانية أو يتحدث عنها القائمون على المحطة تنكشف كذبتها وخداعها، ويتجلى فيه النفاق السياسي وازدواجية المعايير. حيادية ال "بي بي سي" وموقف الحكومة البريطانية منها ومن ادارتها يتجلى في الحالات التي تتناول في الشبكة اسرائيل أو الشأن اليهودي، هنا تتدخل الحكومة أو مجلس العموم للاعتذار من تل أبيب، وتبادر لتوبيخ المحطة خوفا من الاتهام بالعداء للسامية، وهو القانون الذي اخترعه اليهود لحمايتهم وحماية جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين. بالنسبة للسعودية، ولدول الخليج بشكل عام يبدو ان الحكومة البريطانية راضية عن الانحياز الفاضح وعدم الحيادية في اداء الشبكة. ورأينا هذا في موقفها من الأحداث في البحرين، حيث أصبحت صوت المخربين والداعين الى العنف والارهاب، كما كانت تفعل مع قيادات الإسلام السياسي والمعارضين المقيمين في لندن! وازدواجية المعايير في الإعلام الغربي مكشوفة ومفضوحة ومرصودة علميا، ومن الأمثلة البارزة طرد الرسام الفرنسي موريس سيني قبل عدة أعوام من مجلة الكاريكاتير "شارلي إيبدو" بذريعة العداء للسامية، لانه ألمح في مقال الى بخل اليهود. وهذه المجلة تشتم المسلمين وتتندر عليهم وتطعن في رسولهم، وآخر تجلياتها العدائية رسومها المعادية للمهاجرين، حيث صورت هؤلاء مولدين للإرهابيين ومغتصبي النساء. ومن الانصاف القول : إن هذا التناول الإعلامي المعادي معزول ومحدود، سواء في فرنساء أو بريطانيا، أو امريكا، وهناك إعلاميون وقادة رأي لديهم حياد وموقف أخلاقي نبيل، وهذا - مع الأسف - لا نجده في ممارسات قنوات إعلامية مثل ال «BBC» التي يبدو أنها تنهج موقفاً ثابتاً، كارهاً للسعودية ولدول الخليج عموما، وموقفها الداعم للإرهابيين في البحرين كان صريحا كما هو سعيها لتصوير نمر النمر ضحية لنظام سياسي واجتماعي معاد للشيعة! وتتجاهل أن النمر ارتكب جرائم إرهابية، وحمل السلاح، وحرض على ارتكاب الأعمال المسلحة، ونشر الفتنة في بلاده لحساب قوى أجنبية. واذا كانت بريطانيا غير حريصة على تغيير هذا الاتجاه السلبي للشبكة، فهذا حقها، فالدولة البريطانية تنفق على المحطة لانها تخدم مصالحها القومية. في المقابل نحن ندعو الحكومات الخليجية لان تتخذ موقفا واضحا من الشبكة حماية لمصالح الشعوب الخليجية. إن أفضل وسيلة لمواجهة "الدعاية السياسية" السلبية التي تتبناها الشبكة ضد دول الخليج ربما يتحقق عبر مسارين، الأول : إعلان مقاطعة شاملة للشبكة وسحب رخص عملها في دول الخليج وإقفال مكاتبها ومنع مراسليها، وهنا نعلن للعالم أننا على خلاف صريح معها، وهذا بالتالي سوف يجعل العالم يعرف اننا على خصومة معها وليست محايدة كما تزعم. المسار الثاني : ربما يتحقق عبر معرفة كيف استطاعت ايران "اختراق" الشبكة وزرعت الأصدقاء في غرف الأخبار، وحولت الشبكة لتكون خادمة وداعمة لمشروع ايران السياسي الطائفي في المنطقة. لقد نجحت ايران في اختراق عدد من المؤسسات الإعلامية الغربية، كما نجحت في اختراق عدد من مراكز الدراسات والابحاث ليصبح بعض العاملين فيها جزءا من مكينة الدعاية الايرانية. والسؤال: هل لدينا الفاعلية، والخبث الايراني لاستخدام المال السياسي؟ علينا ان نتحرك الآن وعاجلا لخدمة لمصالحنا الوطنية، وإذا اعترانا الخوف من المواجهة، سوف تستمر الشبكة في الكذب، ثم الكذب حتى يصدقها الناس، وحينئذ لا عزاء للجبناء!! جزى الله النوائب كل خير عرفت بها عدوي من صديقي.