«في ظل تزايد الطلب على القهوة في المملكة، يحاول مستثمرون عاملون في الصناعة أن يسدوا الطلب اليومي للسعوديين بعد أن باتوا مستهلكين «فوق العادة»، إذ تستقبل الموانئ الممتدة على طول الشريط الغربي والخليج العربي «أطنان البن» بتكلفة تتجاوز ال725 مليون ريال سنويا». «حققت المملكة نمواً ضخماً في حجم مبيعات القهوة خلال الفترة بين عامي 2011 و2014 بمعدل 25% سنويا، وهو ما يجعلها سوق القهوة الأسرع نمواً في العالم». وغيرها من الأخبار التي نقرؤها ونتابعها بهوس يوميا، ويبقى الحديث عن كيفية الاستثمار في أنواع القهوة، وكيف يمكن تحويل مسارات أنواع من القهوة الغربية إلى قهوة عربية، لتصبح الأكثر طلبا، فالعديد من الشركات الأجنبية، تطرح استثماراتها في السوق الخليجي، في الحلويات وأنواع القهوة تحديدا، التي أصبحت تتفرع إلى نكهات لم تخطر على بال مستهلك أو هاو للقهوة، ومع ذلك لوحظ تغير في وجهة استثمار القهوة العربية، من حيث الحداثة والتجديد، لتكون ضمن الأرقام الأولى عربيا من حيث الطلب، إلا أن الطلب على القهوة العربية لا يزال «خليجيا»، ونحن نطمح إلى الأفضل، والأفضل يكون عبر نشر ثقافة التراث السعودي، والتعريف بصورة أكثر لتصبح قهوتنا هوية معروفة لدى الجميع، هكذا يعمل مستثمر أنواع البن الغربي، فهم يبحثون عن الوسائل الأكثر تعريفا وتأثيرا في السوق. تشير الإحصاءات إلى أن السعوديين باتوا مستهلكين للقهوة بشكل متصاعد، حيث استهلكوا في عام 2014 نحو 67 ألف طن من البن، في الوقت الذي تشهد المدن السعودية إقبالا كبيرا من المستثمرين في مجال صناعة القهوة. ربما ينعش سوق القهوة، سوق الحلويات، فهناك ارتباط وثيق بينهما في الأنماط الاجتماعية، كما أن الطلب على أنواع القهوة له تأثيرات وعوامل تنعكس عليه، علما انه إحدى البوابات التي يمكن تنشيطها في ظل تنامي المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وما يلاحظ أن هناك شبابا مهتمين في استحداث نكهات جديدة للقهوة العربية، ويتم تسويقها في معارض وعبر وسائل التواصل وهذه تعتبر انطلاقة شبه حديثة، تتطلب توسعة ودراسة، ليصبح سوق البن السعودي موردا للعالم وليس مستوردا، فالاستيراد ينعش السوق الخارجي، ونحن بحاجة إلى انتعاش للعديد من السلع المحلية في السوق المحلية وتوريدها للخارج، فهناك أنواع قهوة عربية من دول مجاورة، وهي قهوة سعودية، فلو تعمقنا في استثمار الشركات الأجنبية في القهوة لدخلنا في نفق عميق لا يمكن معرفة أسراره لاسيما أن تلك الشركات أصبحت عالمية، والسوق الخليجي من أوائل مستهلكيه، وسبب في تحقيق الشهرة العالمية، فالسمعة التجارية تحتاج إلى منطقة مستهلكة للمنتج وغير قادرة على توريده، وهذا ما تمكنت منه الشركات العالمية خلال العقود الماضية، ما جعلها محورا ومركزا رئيسيا في احتكار أنواع القهوة. قهوتنا عربية بأيد واستثمارات محلية، وتحويل القهوة السعودية إلى منتج عالمي، فما يمكن الاستفادة منه أن التخصص في إنتاج وتوريد سلع معينة، يرفع من اقتصاديات دول ويخلق ثقافة جديدة للسلعة نفسها لتصبح عالمية.