في الوقت الذي لم ترفع فيه العقوبات عن طهران بشكل رسمي، حتى بدأت سباق تسلح لتجديد وجه الجيش الايراني، ووجدت طهران ضالتها في السلاح الروسي، الذي يبحث بدوره عن مشترين جدد، ما يثير المخاوف من سباق تسلح محموم في المنطقة، ويثير قلق اسرائيل ايضا. وفي الأساس، فإن العقوبات الاقتصادية على ايران سترفع، حسب موظفين في وزارة الخارجية الامريكية، اليوم الجمعة. وهكذا ينتهي نظام العقوبات الدولي الذي فرض على ايران ابتداء من 2007 من خلال سلسلة قرارات اتخذها الرئيسان الامريكيان بوش وأوباما، تشريعات في الكونغرس والاتحاد الاوروبي وقرارات مجلس الامن -وذلك في محاولة لمنع البرنامج النووي لآيات الله. وبدأت الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي في اعداد الرأي العام لخطوة دبلوماسية تأسيسية، فأعلن وزير الخارجية جون كيري ونظيرته الاوروبية وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني في الايام الاخيرة عن ان رفع العقوبات هو "مسألة ايام". ويستند القرار بإلغاء العقوبات الى تقرير مراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي رفع الى القوى العظمى في الشهر الماضي وأكد أن ايران بالفعل تفي بالتزاماتها لتفكيك قدراتها النووية. وأفادت ايران أمس بأنها نزعت لباب منشأة المياه الثقيلة في اراك وفقا للاتفاق النووي -وهكذا، بزعمها، أدت التزاماتها. سلاح ب21 مليار دولار وبالتوازي مع الاعلان عن رفع العقوبات القريب، أعلن النظام في طهران عن نيته انفاق 21 مليار دولار لإعادة بناء الجيش الايراني القديم، الذي بسبب العقوبات يحتاج على نحو شديد لانعاش وسائله القتالية. الاوائل في الطابور، بحسب اليكس فيشمان في يديعوت احرونوت العبرية، هم الروس: هذه الايام بالذات ينهي وفد أمني روسي مفاوضات مع الحكومة الايرانية لبيع طائرات قتالية من طراز سوخوي 30 واستئناف خط انتاج دبابات تي 72، التي كان في الماضي يبنيها الروس في ايران. واضافة الى ذلك تبحث امكانية بيع دبابات تي 90 متطورة تستخدمها قوات بوتين في سوريا. واذا لم يكن هذا بكافٍ، فإن صفقة السلاح المتبلورة تتضمن ايضا بيع صواريخ ارض بحر متطورة من طراز "ياخونت" ووسائل قتالية اخرى. وكانت المفاوضات بين روسياوايران على بيع الطائرات قد بدأت في مارس، حين اعلن ضابط ايراني كبير ان نية بلاده ان تشتري من روسيا طائرة اعتراض وقصف سوخوي 30 تعتبر الموازية الروسية ل اف 15 الامريكية. وفي الشهر المقبل تصل الى ايران ايضا ارساليات الصواريخ الاولى لمنظومة الدفاع الجوي المتطورة اس 300. وفي نهاية السنة الماضية نقلت الى ايران المنظومات الداعمة على رأسها رادار منظومة الدفاع الجوي. واشترى الايرانيون اربع بطاريات من اس 300 خرجت من الخدمة العسكرية الروسية. ويضيف فيشمان: يسارع الاتحاد الاوروبي والامريكيون الى رفع العقوبات بسبب حقيقة أن في ايران ستجرى في فبراير القادم انتخابات، وفي البيت الابيض يؤمنون بأن رفع العقوبات، وضخ المال المرتقب في اعقاب ذلك سيمنحان ريح اسناد للرئيس روحاني في مواجهة القوى المحافظة في قيادة النظام والتي يدعمها الحرس الثوري. وتتهم محافل رفيعة المستوى في اسرائيل الادارة الامريكية بالتجاهل -بعلم وبقصد- الجوانب العسكرية للعقوبات، ولم تستخدم أي ضغط على الايرانيين في كل ما يتعلق بتطوير السلاح الاستراتيجي -مثل التطوير والتزويد للصواريخ الباليستية بعيدة المدى ذات امكانية حمل رؤوس متفجرة نووية-. ويتبين ان الايرانيين نفذوا تجربتين على صواريخ باليستية لمسافة 1.800كم واستعرضوا مخزونا تحت ارضي لصواريخ من هذا الطراز. وكان التزود بصواريخ من هذا النوع، ذات قدرة على حمل سلاح غير تقليدي منع عن الايرانيين في اطار الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها. ورغم ذلك رفضت الادارة الامريكية طلب الكونغرس اشتراط رفع العقوبات بفرض رقابة على انتاج الصواريخ الباليستية في ايران. ورأوا في اسرائيل في التجارب العلنية الايرانية في الاشهر الاخيرة على هذه الصواريخ خطوة تستهدف فحص رد الفعل الدولي بشكل عام والامريكي بشكل خاص. وقرار الرئيس اوباما عدم ممارسة الضغط على الايرانيين في هذه المسألة يشجع الايرانيين على مواصلة قضم الاتفاقات الدولية لمنع انتشار السلاح النووي.