منظر لا يسر الناظرين شاهدنا تكدس السيارات أمام محطات الوقود في ليلة تعديل تعرفة سعر الوقود، منظر يوحي للناظر من أول وهلة بأن هناك أزمة وقود مقبلة والناس في سباق مع الزمن لملء سياراتهم خشية الانقطاع. تدافعت السيارات نحو المحطات بطوابير متراصة وكانت وسائل الاتصال المحرك والمحدد للمحطات التي مازالت تبيع بالسعر السابق، بعض المحطات نفدت كمية الوقود من الصهريج خلال فترة وجيزة والبعض الآخر أغلق المحطة ليبيع الموجود بالسعر الجديد يوم غد رغم تحذيرات الجهات المختصة من استغلال الموقف لكن كالعادة هناك في كل تغيير هناك من مستفيد وهناك متضرر أو غير مستفيد. ولتوضيح الموقف اقول: إن الفروقات لن تتجاوز 15 ريالا بكل الأحوال ولا أرى أي مبرر للوقوف وإيجاد الأزمة من أجل بضعة ريالات، لكننا - ومع كل أسف - نتأثر بالشائعة أو بمعنى أصح نوجدها ونبدع في ممارستها. فمن الصور المؤلمة أن نرى أحيانا زحاما وفوضى عند الإشارات وتجاوزات مرورية وسباقا وحالة من الاحتقان والسب والشتم عندما تكون الإشارة متعطلة وكل يريد الخروج ولو على حساب الآخرين، ويتكرر المشهد عندما يغلق الطريق للإصلاح أو بسبب حادث مروري. وعندما أشخص الحالة عمليا أجدها نتيجة لفوضى تشربانها منذ الصغر عندما كنا في المدرسة وعند الخروج بعد نهاية الدوام وكيف تكون حالة الطلاب وكأنهم خارجون من سجن اذا هذا ليس مستغربا، فالأشبال تربية الآباء !! وقد اتجاوز واقول : إنها ثقافة مجتمع أبدعنا في ممارستها في كثير من مناحي حياتنا وليس هذا مقتصرا على الذكور، بل حتى الإناث لهن نصيب من ذلك. والتعميم هنا غير منطقي ويوجد من يرفض السلوكيات الخاطئة بكل أشكالها، لكنهم تأثروا بمن حولهم والمثالية تختفي عندما تطغى الفوضوية. سئل أحدهم: لماذا تركض بهذه السرعة؟ قال شاهدت الجميع يركض فتبعتهم. قيل له: وهل هناك شيء يركضون من أجله؟ قال: لا أعلم، لكني أخشى ان يفوتني شيء قد يحصلون عليه قبلي ! وهذه حال كثير من الناس يخشون ان يفوتهم شيء من الغنيمة التي عادة تكون مجهولة أو يسيرة... للجميع التحية.