اليوم، علينا أن نعترف بوجود الاضطراب في أسواق الأسهم، وأن نفعل ذلك من خلال مناقشة ذكرى سيئة السمعة. في حال لم تسمع بما حدث في الآونة الأخيرة، شهدت أسواق الأسهم في الصين أقصر يوم للتداول على الإطلاق (استمرت التعاملات لمدة قصيرة للغاية ثم صدر قرار بوقف التداول)، كما انخفض مؤشر بورصة شينزن 300 بنسبة 7 في المائة، مما أدى إلى وقف التداول لمدة يوم كامل بعد أقل من 30 دقيقة من بداية الجلسة. ويأتي ذلك بعد خسائر مماثلة يوم الاثنين وإغلاق السوق. كان رد الفعل في الخارج سريعا، حيث انخفضت الأسهم الأوروبية ما يقرب من 3 في المائة، وسارت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية على نفس المسار. وأخيرا وجد عشاق الذهب بعض الراحة من سوقه الهابطة منذ خمس سنوات، حيث ارتفع المعدن الأصفر اللامع إلى 1100 دولار. كل هذا العمل الذي وقع يوم 7 يناير يعتبر مصادفة عجيبة. وكما يعرف طلاب تاريخ توقيت التعامل الأمثل في السوق جميعا، في هذا اليوم في عام 1981، أعطى أحد أشهر الأشخاص في معرفة توقيت السوق في العالم أفظع نصيحة سوقية في ذلك الحين. اليوم هو الذكرى ال 35 لرسالة جوزيف جرانفيل الرسمية التي نصح فيها العملاء بأن قال لهم: «بيعوا كل شيء». ذكرت صحيفة وول ستريت جيرنال «أن رسالة جرانفيل للسوق، التي اعتمد عليها الآلاف من المستثمرين للمشورة حول سوق الأسهم» كثيرا ما كانت تحرك الأسواق. وكانت نتيجة توصية هذا البيع التاريخي انخفاضا بنسبة 2.4 في المائة في مؤشر داو جونز الصناعي، وهو ما كان يعتبر في ذلك الحين حجما قياسيا في التعاملات. كان جرانفيل قد اشتهر خلال السبعينيات، وهي فترة صعبة لم تشهد مكاسب صافية في الأسواق، عندما أظهرت الأسهم فجأة حالات اندفاع ضخمة تتلوها عمليات تصفية عنيفة لبيع الأسهم. كانت لديه سلسلة من النصائح الواعية، ووفقا لزميلي جوش براون، في ذروة شعبيته في عام 1981، كان لديه 16 ألف مشترك يدفع له كل واحد منهم ما بين 250 دولارا و 3 آلاف دولار في السنة مقابل نصائحه. البحوث اللاحقة التي كتبها إد ثورب وغيره التي نشرت في مجلة إدارة المحافظ فضحت قيمة تلك الإشارات. أود مناقشة حكاية جرانفيل لأسباب واضحة: إن ذكرى نصيحته الرهيبة للسوق تتزامن مع الانخفاض المخيف في الأسواق الصينية. بالنسبة للقراء الذين لا علم لهم بالقصة أساسا، إليكم النتيجة التي آلت إليها توصية توقيت التعامل الأمثل للسوق من جرانفيل. عام 1981 كان في سبيله لبدء أكبر سوق صاعدة في العالم على الإطلاق، حيث كان هناك ارتفاع بنسبة 1447 في المائة خلال السنوات العشرين التالية. جرانفيل، الذي توفي في عام 2013، لم يتمكن قط من الاعتراف بخطئه أو التراجع عن موقفه. انتهى به الأمر بجلوسه على مزبلة التاريخ، وسجله من النصائح الاستثمارية أصبح بلا قيمة. في عام 2005 أشار مارك هولبرت، الذي يقيس أداء نشرات الأخبار الاستثمارية ومدى فائدتها للباحثين عن النصائح الاستثمارية، إلى أن رسالة جرانفيل احتلت الجزء السفلي من «التصنيف العالمي للأداء على مدى السنوات ال 25 الماضية - على اعتبار أنها أنتجت متوسط خسائر بلغ أكثر من 20 في المائة في العام على أساس سنوي». أود مناقشة حكاية جرانفيل اليوم لتكون بمثابة تذكرة بالمخاطر الكبيرة التي نقوم بها عندما 1) نحاول توقيت التعامل الأمثل للأسواق. و 2) نأخذ أنفسنا على محمل الجد فوق اللازم. و3) نرفض الاعتراف بقابلية الخطأ لدينا. آخر نقطة من النقاط الثلاث هي التي كانت رنانة أكثر هذا الأسبوع. بعض المتشائمين الدائمين كانوا يعلنون عن أن السوق تؤيد بصيرتهم الكبيرة - وهذا على الرغم من أنهم فوتوا الجزء الأكبر من موجة صعود بنسبة 250 في المائة منذ بداية هذه السوق الصاعدة. زميلي بن كارلسون يقدم عدة ملاحظات ذكية حول هذا الموضوع، ولعل أهمها أن «المتنبئ المفضل لديك لن يكون قادرا على مساعدتك على النجاح من خلال السوق الهابطة المقبلة». الملاحظة الثانية هي أن «الغالبية العظمى من الناس الذين قاموا بتخويف المستثمرين من خلال التنبؤ بهبوط السوق كل شهر على مدى السنوات السبع الماضية سيكونون آخر أشخاص يستثمرون أموالهم عندما تصاب السوق فعلا بإحدى حالات الهبوط التي كانوا هم أنفسهم يتنبأون بها». خلاصة القول هي هذه: إن الاتجاه الصعودي الذي لا هوادة فيه للأسواق قد تعطل الآن، ولا ندري إن كان سينتعش في أي وقت قريب. أفضل رهان هو أن تكون هناك خطة، وأن تحتفظ بهذه الخطة لنفسك.