المملكة لن تتسامح مع «استيلاء ميليشيا مدعومة من إيران على دولة تقع على حدودها الخلفية وهي مصممة على مواجهة طموحات إيران التوسعية في الشرق الأوسط. ولهذا قررت السعودية شن عاصفة الحزم على المتمردين الحوثيين في اليمن، خاصة، بوجود قواعد صواريخ اسكود وإن طهران قدمت دعما سياسيا مكثفا للحوثيين الذين يشتركون مع إيران في المذهب ولهذا إيران تدعمهم. ان تقديرات مجلس التعاون الخليجي أشارت إلى انه كان هناك نحو 5 آلاف مدرب إيراني وعراقي ولبناني في اليمن يساعدون المتمردين، وإن ثلاثة مدربين على الأقل ينتمون للحرس الثوري الإيراني ألقي القبض عليهم في عدن وتم تسليمهم إلى عمان، وبالرغم من ذلك تنفي إيران أي دعم عسكري تقدمه للمتمردين «ولهذا تقرر تشكيل التحالف الخليجي مع عاصفة الحزم بقيادة السعودية ليشن حملته الجوية لطرد المتمردين لأنهم يريدون وضع حد للتدخل الإيراني بالشؤون العربية . فالسعودية بما لديها من الخبرات القتالية التي اكتسبتها القوات السعودية من تجربة المهام الحربية وكذلك مئات الطيارين العسكريين والأطقم التابعة لدول الخليج المنتشرة في القواعد الجوية السعودية تمكنها من شن حرب جوية على اليمن، ولأن عددا متزايدا منهم حاليا يتمتع بخبرات قتالية. ولذا ولهذه الأسباب تقرر في 26 مارس2015 بدء عاصفة الحزم وشن الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وقد أعلنت السعودية نهاية الحملة الجوية الأولية على اليمن في 21 أبريل/2015، ولكن لم يفتأ المتمردون الحوثيون من الهجوم مجددا على المدافعين عن الحكومة في تعز وعدن مما دعا التحالف إلى استئناف هجماته الجوية، ومن المعلوم أن إيران لا تزال بارعة للغاية في تأسيس ميليشيات تعمل بالوكالة لصالحها في المنطقة، ولديها طموحات في دول وهي لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن. علما بأن معظم أعضاء سلاح الضباط في اليمن ينتمي إلى طائفة الزيدية الشيعية التي ينحدر منها المتمردون الحوثيون، ويشكل الزيديون نحو 30 في المئة من سكان اليمن. ويدين الجزء الأكبر من الجيش بالولاء لصالح، الذي لا يزال يمارس «المناورة»، وأن دول الخليج لا تزال تأمل في أن تتمكن في نهاية المطاف من كسر التحالف القائم حاليا بين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين، وهو «الموصوف بميكافيلي اليمن» والذي فتح الباب أمام إيران في اليمن ولكن سيطرة التحالف بقيادة السعودية على المجال الجوي اليمني ومعظم الموانئ مكنهم من فرض حظر على السلاح في شتى أرجاء البلاد. مما منح السيطرة الكاملة، ولكن لسوء الوضع الإنساني في اليمن سمح السعوديون بمرور رحلات جوية تحمل مساعدات، مع الاصرار على ضرورة توقف الطائرات القادمة من إيران أولا في قاعدة سعودية في بيشة لاجراء عمليات تفتيش عن أسلحة. وتوجد لدينا بفضل من الله استراتيجية متعددة المحاور تشمل استمرار السيطرة على الأجواء الجوية والبحرية، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ووضع خطط لإعادة البناء والتنمية وكسب ولاء زعماء القبائل بالمساعدات الانسانية للشعب اليمني. هذه الاستراتيجية «بدأت بالفعل وبرزت ثمارها لكنها ستستغرق وقتا». ودول الخليج تؤكد ضرورة العودة إلى المبادرة الخليجية التي أقرها مجلس الأمن الدولي، بينما يريد صالح والحوثيون إعادة التفاوض على بنودها.