أكملت «انتفاضة القدس» الحالية امس الجمعة المائة يوم الأولى لها ب149 شهيدًا وعدة آلاف من الجرحى مقابل مقتل 27 إسرائيليا في عشرات علميات الدهس والطعن وإطلاق النار. وانطلقت الانتفاضة الحالية مطلع أكتوبر الماضي وكان سبقها على مدار أسابيع مواجهات يومية في باحات المسجد الأقصى المبارك احتجاجا على اقتحامه من جماعات المستوطنين تحت حماية سلطات الاحتلال. ومثلت عملية إطلاق النار قرب بلدة بيت فوريك في نابلس طليعة الانتفاضة الحالية وقتل فيها مستوطن إسرائيلي وزوجته وتلاها تصاعد غير مسبوق في العمليات الفردية والمواجهات مع جيش الاحتلال. وبحسب وزارة الصحة بلغت حصيلة شهداء الانتفاضة الحالية 149 مواطنا كان آخرهم أربعة شبان قضوا الليلة قبل الماضية برصاص جيش الاحتلال في الخليل جنوبالضفة الغربية بدعوى محاولة تنفيذهم عمليتي طعن، ومن بين الشهداء 27 طفلاً وطفلة و7 سيدات إلى جانب أكثر من 16 ألف مصاب. وتتصدر محافظة الخليل قائمة المحافظات في عدد الشهداء في الانتفاضة بعدد 46 شهيدا. ويقدر عدد الشهداء ممن لا ينتمون لأي من الفصائل بأكثر من 53%. وتؤكد إحصائيات حقوقية أن أكثر من 85% من حالات القتل للمواطنين تمت بعمليات إعدام ميداني. فيما اعتقل جيش الاحتلال ما يزيد عن 3400 مواطن في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. وفي القدس، أدى آلاف المصلين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط تواجد مكثّف لقوات عسكرية إسرائيلية قامت بتطويق المسجد والتمركّز في محيط أبوابه. ودعا الشيخ يوسف أبو سنينة في خطبة الجمعة إلى المحافظة على المقدسات جميعها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وصدّ اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الرامية للسيطرة عليه، قائلاً: "واجب علينا حماية القدس والمقدّسات، والنصر قادم لا محالة، فلنسعى لتحرير بيت المقدس من الاحتلال الإسرائيلي". من جهتها، ذكرت مواقع إعلامية اسرائيلية امس أن ما أسمتها "خلية القدس العسكرية"، والتي اعتقلتها مخابرات الاحتلال قبل أيام، متهمة بالتخطيط لاغتيال رئيس الحكومة الاسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، من خلال تفجير المنصة التي يلقي عليها خطاباته. كما زعمت المواقع أن الخلية خطّطت لتنفيذ عملية أسر جنود ومستوطنين. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: إن جهاز المخابرات العام ال"شاباك" سمح بنشر تفاصيل متعلقة باعتقال ستة فلسطينيين من مدينتي الخليل والقدس المحتلتين، الشهر الماضي، مشيرة إلى أنهم من أعضاء حركة "حماس" وقاموا بالتخطيط لتنفيذ عمليات أسر جنود ومستوطنين "إسرائيليين"؛ حتى مقايضتهم بالأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال. وأوضحت أن المعتقلين الستة عملوا على إعداد كهوف وأماكن خاصة لأسر "الإسرائيليين". ووفقًا لما ذكره الإعلام العبري، فإن الأسير ماهر القواسمي (36 عامًا) من مدينة الخليل هو من يقود الخلية، وسبق وأن اعتقل في سجون الاحتلال لفترة عامين، على خلفية انتمائه لحركة "حماس". وكشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن اسم أحد المعتقلين من القدس وهو الشاب زياد أبو وهدان (20 عامًا)، بدعوى أنه أحد أفراد الخلية التي خططت لتنفيذ العملية الذي كادت أن تخرج إلى حيز التنفيذ، وفق المصادر. عربيا، تعقد اللجنة الوزارية العربية المصغرة المعنية بالتحرك على الساحة الدولية لتنفيذ قرار القمة العربية لدعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية اجتماعا غدا الأحد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، وأعلن الدكتور نبيل العربي أن الاجتماع سيبحث الجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية وسبل التحرك العربي في هذا الشأن وذلك قبل يوم واحد من توجهه الى نيويورك الاثنين. ولفت العربي الى أن لجنة الخبراء القانونيين عقدت اجتماعين برئاسته كان آخرهما يوم الأربعاء الماضي؛ وذلك لوضع دراسة شاملة تتضمن عددا من البدائل المقترحة والتوصيات لتوفير نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وذلك تنفيذا لقرار سابق من وزراء الخارجية العرب في الرياض 9 نوفمبر الماضي.