تواصل أجهزة أمن الاحتلال مساعيها الاستخبارية والميدانية لليوم السادس لمحاولة العثور على مكان اختفاء منفذ عملية إطلاق النار بشارع "ديزنغوف" ب"تل أبيب" الجمعة الماضي نشأت ملحم، معربة عن مخاوفها من إقدامه على عملية كبيرة تنتهي بموته "شهيدا"، لا سيما وأن كل الاستنفار الأمني لم ينجح في تتبع آثاره. وذكر موقع "ويللا" الإخباري أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تواصل البحث عن منفذ عملية تل أبيب من دون جدوى، في ظل تقدير أمني إسرائيلي يفترض أنه قد يريد إنهاء حياته ك"شهيد" في عملية كبيرة، على حد وصف المخابرات الإسرائيلية. وقال المراسل العسكري في الموقع إن هناك صعوبة تواجه أجهزة الأمن في العثور على طرف خيط للوصول إلى ملحم من خلال علاقاته الشخصية، "لأننا أمام شخصية مركبة ليس لها نمط حياة متبع يمكن من خلاله تعقبه". من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية السابق آساف حيفيتس افترض أن ملحم ربما يكون أقدم على الانتحار، لأنه مع مرور الوقت فإن المنفذ يعيش حالة ضغط نفسي رهيبة. وذكرت صحيفة معاريف نقلا عن الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الأمن العام (الشاباك) ليئور أكرمان أن قوات الأمن تواجه منفذ عملية وحيدا لا يجري أي اتصالات مع البيئة الخارجية، سواء مع العائلة أو الأصدقاء. وأضاف أكرمان إنه منذ بدء الموجة الحالية من العمليات الفلسطينية بداية أكتوبر الماضي، شهدت إسرائيل سلسلة طويلة من العمليات الفلسطينية التي ينفذها فلسطينيون وحيدون، من دون تخطيط مسبق أو تنسيق مع منظمات فلسطينية، ويقومون باستغلال الفرصة المناسبة لتنفيذ الهجوم المفترض. وقال الضابط السابق إن التحدي الأمني الإسرائيلي الخاص بمنفذي الهجمات الفلسطينية الوحيدين أصعب من باقي العمليات المنظمة، لأن كمية المعلومات الاستخبارية -إن كانت متوفرة أصلا- قليلة وغير كافية. إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية امس الخميس إن أجهزة الأمن الإسرائيلية "تلاحظ تحسنا في التنسيق الأمني مع الفلسطينيين في الآونة الأخيرة". ووفقا لصحيفة "هاآرتس"، فقد أشارت الأجهزة في تقرير قدمته إلى المستوى السياسي إلى أن "السلطة الفلسطينية باتت تتخذ إجراءات لتقليص حجم التحريض على العنف في وسائل الإعلام الرسمية". وأضافت إن السلطة "تنشر عددا أكبر من أفراد قوات الأمن بالزي العسكري في بؤر الاحتكاك في الضفة الغربية بغية منع المواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات من الجيش". وزعمت أن "الأجهزة الأمنية أوصت المستوى السياسي بتقديم سلسلة من بوادر حسن النية تجاه الفلسطينيين ومن بينها المصادقة على مشاريع بنى تحتية في الضفة". من جهته، جدد الرئيس محمود عباس مطالبته بعقد مؤتمر دولي ينبثق عنه لجنة موسعة يكون اساسها المبادرة العربية للسلام في محاولة لايجاد حل للقضية الفلسطينية على غرار ما حصل في الملف الايراني النووي وسورية وليبيا. وأضاف الرئيس عباس في كلمة القاها في بيت لحم بمناسبة اعياد الميلاد، "إن القيادة الفلسطينية لن تسمح بأن يبقى الوضع الراهن كما هو عليه من استمرار للاستيطان ورفض اسرائيل لإجراء المفاوضات.. كل الاستيطان منذ العام 67 غير شرعي ويجب ازالته". ونوه ابو مازن الى ان حل القضية الفلسطينية ينهي التطرف والعنف والارهاب في العالم". وتطرق الى تطبيق قرارات المجلس المركزي الذي دعا الى انهاء العلاقة التعاقدية مع اسرائيل وعلى رأسها التنسيق الامني، مضيفا: «سوف يكون هناك اجتماع الاسبوع المقبل للجنة التنفيذية واللجنة المركزية واجتماع لقادة الاجهزة الامنية لتقديم الخلاصة وعلى ضوء ما تقرره الجهات نحن ملتزمون به». وقال إن هذه الأراضي هي أراضٍ مقدسة، ولن نسمح بتسريبها لأحد أي كان، هذه أرضنا وملكنا، ولن نسمح لأحد بالتصرف بذرة تراب منها، سواء اشخاص أو مؤسسات، هذه اموال وقف لا تباع ولا تشترى، لذلك كلنا عيون وآذان لمنع تسريب أي أرض لأي جهة كانت، فهي ملك لنا ولأبنائنا وأحفادنا ومستقبلنا، وهذا مفهوم لكل العالم.