أتساءل أحيانا .. هل يشكل وجود الهلال كبطل دائم في ميدان المنافسة الكروية السعودية أثرا سلبيا على كرة القدم السعودية؟ نعلم جيدا بأن المنافسة في كل المجالات تحفز القدرات الإبداعية للمتنافسين وتخلق أثرا إيجابيا في عملية التطوير والبناء .. في كرتنا السعودية يواصل الفريق الأزرق عملية استئثاره بمعظم البطولات المحلية بكل أشكالها .. يتخللها بعض مناوشات تنافسيه خجولة ما إن تطل برأسها إلا وتسقط سريعا بعد أن تفشل بالاستمرار ويبقى البطل . الأمثلة على ذلك كثيرة يدركها كل متابع جيد لدوران الكرة السعودية . فلو ابتعدنا قليلا عن جملة أعذار واهيه يطلقها الضعفاء عادة كالتحكيم والدلال واللجان ومشابهها من عبارات وجمل مللنا تكرارها .. أقول لو ابتعدنا عن هذا كله وتساءلنا بحياديه وموضوعيه .. ماذنب الهلال في فشل منافسيه على الاستمرار في ميدان المنافسة ؟ وأي إثم ارتكبه الهلال في سعيه نحو التميز ؟ ولماذا نحمله وزر تدهور الكره السعودية وانحدار مستواها ؟ وكيف يمكن لعاقل أن يتصور أن الإبداع والتفوق الأزرق هو العامل الرئيسي في خلق الفشل الكروي للمنتخب السعودي ؟! الواقع الماثل للملأ يشهد بأن تميز الهلال واستئثاره بالزعامة لم يولد مع سنوات الضياع التي تعيشها كرتنا السعودية .. الأمر أصبح أشبه بمشروع عمل منظم أقوى من أن نمرره بمبدأ حسن الظن ..! لماذا يحدث كل هذا للبطل ؟ ولماذا نصغي لأفكار الهدم وأعداء النجاح ؟!والربط الجائر بينهما ماهو إلا ممارسة للجهل والأمية .. تميز الهلال وبزوغه وسطوته لم يكن وليد لحظة أو مناسبة أو بطوله .. الهلال علا شأنه وفرض هيمنته على مسرح الرياضة السعودية منذ بداية أول دوري سعودي رسمي قبل أكثر من ثلاثين عاما مضت .. وتميز الهلال وحضوره الدائم لم يكن عائقا أمام الكره السعودية في تسيد القارة الأسيوية وعلى مدى عشرون عاما .. وزعامة الهلال لم تكن حائلا أمام حضور الكرة السعودية في المشهد العالمي لأربع مرات متتالية .. الهلال لم يولد زعيما ولم يستلم راية الزعامة منذ عام أو عامين أو حتى عشره .. البطل بنا مجده بعصامية رجاله وجهد أبنائه وتكاتف أعضاء شرفه وهدير جماهيره السائدة في شبه الجزيرة العربية بأكملها .. نعم نؤمن بأن المنافسة بين الفرق وتعدد الأبطال هو أحد العناصر المهمة في التطوير .. ولكن أبدا لن تكون عملية إسقاط البطل هي طوق نجاة للكره السعودية .. وما يتعرض له زعيم الكره السعودية الآن هو أشبه بحرب معلنه وعلى جميع الأصعدة .. ولم تكن فعلة مطرف القحطاني أو حتى قرارات الانضباط المخجلة هي البداية .. الأمر أصبح أشبه بمشروع عمل منظم أقوى من أن نمرره بمبدأ حسن الظن ..! لماذا يحدث كل هذا للبطل ؟ ولماذا نصغي لأفكار الهدم وأعداء النجاح ؟! الضعفاء ومثلهم من أعيتهم الحيلة للمنافسة بشرف .. هم فقط رواد فكرة إسقاط البطل .. وهم أيضا من نراهم في كل منبر يهمزون ويلمزون ويضربون بخبث على هذا الوتر الفاسد .. يريدون إسقاط الزعيم بأي طريق وأي وسيله وأي حيله .. لا لمصلحة الكره السعودية كما يزعمون .. ولكن لقناعاتهم المريضة بأن المنافسة الشريفة هي رهان خاسر بالنسبة لفرقهم الضعيفة والمهزوزة والفقيرة .. انتشروا في كل فضاء وفي كل قناة وفي كل صحيفة وكل برنامج .. عبروا حتى حدود الوطن .. نشروا سمومهم في كل اتجاه .. أسقطوا التحكيم ولا زالوا .. واتهموا اللجان ولازالوا .. وغنوا بخبث أنشودة الدلال ولازالوا .. وبعد أن أعيتهم السبل وفشلوا في إسقاط البطل .. عادوا ثانية بمكر جديد .. وفكر عدائي جديد .. وأيضا ( بسلطة جديدة ) .. وأكثر ما أخشاه أن يصبح مكر البلداء ورقة عمل تم اعتمادها وفي طريقها للتنفيذ !! للحدث بقيه .. فصبر جميل . Twitter : @fahad_tuwaijri