بعد قطع المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، أصبح لزاما على الاتحادات الخليجية لكرة القدم التحرك بتصعيد ملف عدم لعب فرقها في المدن الإيرانية في دوري أبطال آسيا، لا سيما أن هذا المطلب الخليجي لم يأخذ طابع الجد في السنوات الماضية، رغم ما تعرضت له أنديتها على وجه العموم والسعودية على وجه الخصوص، من مضايقات وتهديدات تستوجب من الاتحاد الآسيوي قرارا صارما بمعاقبة الأندية الإيرانية بعدم اللعب على أرضها وبين جماهيرها عطفا على حالة الرعب التي تستخدمها تلك الجماهير للفرق الخليجية والسعودية، بالإضافة إلى الشعارات والهتافات البعيدة عن الرياضة، التي يعاقب عليها (الفيفا) لكن ضعف الاتحاد القاري أدى إلى تمادي تلك المخالفات حتى وصلت لتهديد حياة البعثات للفرق العربية في غرب القارة الآسيوية. وبعد الهجوم السافر على سفارة المملكة في طهران، قطع الشك باليقين، وتبين الخيط الأبيض من الأسود ، وأصبح قبول الاتحادات الخليجية لعب فرقها في إيران في دوري الأبطال، مخاطرة قد لا تحمد عقباها، بل تجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، بأن كارثة ما قد تحدث للاعبينا وبعثاتنا الخليجية، لأن ما حدث من هجوم على سفارة المملكة دون النظر لكل الأعراف الدولية، ينبىء بأن الجماهير الإيرانية قد تفعل أكثر في الملاعب، مادام أنها فعلت أبشع من ذلك في الهجوم على سفارة المملكة رغم وجود أمنها وعساكرها، اللذين شاركاها الابتسامة. كل الذي كان يمارس في السابق من قبل القيادات الرياضية في دول الخليج، تجاه ما يحدث لأنديتها في إيران مجرد تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعضها كانت خجولة لا تسد الرمق، رغم فداحة التهديدات وبشاعة الموقف، الموثقة بالصوت والصورة بمخالفات يعاقب عليها قانون الفيفا. وفي هذه المرحلة، فإن المطلوب تنسيق خليجي جاد، لأن المسألة تخطت الجانب الرياضي، وأصبح التهديد جديا تجاه لاعبينا وبعثاتنا، ومؤلم أن ننتظر كارثة حتى يُحمل هذا الملف على مطلب الجد . والأمل أكبر في ألا يستسلم صناع القرار في اتحاداتنا الرياضية الخليجية، لضعف الاتحاد الآسيوي الذي ظل متفرجا على أعمال الشغب والهتافات الخارجة عن الرياضة من قبل الجماهير الإيرانية في المباريات التي تقام على أرضها طوال السنوات الماضية. نعم الرياضة يجب أن تكون بعيدة عن السياسة، لكن إذا كان التهديد جديا، وثبت ذلك من خلال التجربة، فإن الإيمان بهذه المقولة ظلم للاعبينا وفرقنا وأنديتنا، بل إنني أذهب بعيدا في هذا المضمار ، وأعتبر أن أي اتحاد خليجي يتساهل في هذا الملف، سيكون شريكا في أي أذى - لا قدر الله - قد يصيب أي فريق سعودي أو خليجي يلعب في إيران. على الشخصيات الرياضية الخليجية تحمل مسؤولياتهم في هذه المرحلة، وعدم ترك الحبل على الغارب، دون استخراج قرار من الاتحاد الآسيوي بإقامة مباريات الفرق الخليجية مع الفرق الإيرانية على أرض محايدة. المداراة السابقة في إدارة هذا الملف، غير مقبولة في وقتنا الراهن، لأن الدلائل والتجربة والوقائع، تعطينا خارطة طريق، لا يمكن أن تقبل اللعب آسيويا في إيران. الكرة في ملعب مسؤولي الاتحادات الخليجية، لحماية أنديتنا من كوارث مقبلة، لو قبلت اللعب في إيران، لأن ما بعد الهجوم على سفارة المملكة في طهران، يختلف عما قبله.