من المرجح للمصباح الكهربائي البسيط أن يلعب دورًا كبيرًا في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري مثل الدور الذي تلعبه محطات توليد الكهرباء بطاقة الرياح، أو الألواح الشمسية أو السيارات الكهربائية. استحدث الصمام الثنائي الباعث للضوء أو ما يُعرف بمصباح LED ثورة في الطاقة، حيث ينتج عنه توهّج أبيض هش من خلال استهلاك طاقة أقل بنسبة تصل إلى 80 في المائة من المصابيح المتوهّجة التقليدية. ومُنِح مخترعو LED جائزة نوبل في الفيزياء في أكتوبر 2014 لاستحداث الضوء الأزرق اللازم لاستكمال ألوان الطيف، التي ولدت صناعة جديدة في عام 1997. وفي الوقت الذي انخفضت فيه الأسعار، هذه التكنولوجيا (التي أحدثت تعطيلًا مبتكرًا) غيّرت الطريقة التي يضيء بها الناس منازلهم والشوارع وأشجار الزينة. وقد تمّ دفع هذا التحوّل من خلال فرض حظر على بيع المصابيح الأقل كفاءة والتي تستخدم في كثير من البلدان، الأمر الذي حرّض الجهود نحو التكنولوجيات الخضراء في مقابل حقوق المستهلكين في الاختيار. وانخفضت أسعار LED نحو 20 في المائة في عام 2015، وهو انخفاض مماثل للعام الماضي، على الرغم من أن تكلفتها لا تزال على الأقل سبعة أضعاف تكلفة المصابيح المتوهّجة والهالوجين. ويمكن الآن استرداد التكلفة الأعلى من خلال خفض فواتير الطاقة على مدى سنتين أو 3 سنوات - وهي فترة استرداد مقبولة لدى معظم المستهلكين في استطلاع أجرته شركة ماكينزي – مما يضع المصابيح في نقطة الانقلاب التي تغيّر موازين الأمور. الاتحاد الأوروبي تخلص تدريجيًّا من مبيعات المصابيح المتوهّجة في عام 2012، وهناك قيود مماثلة في بلدان مثل الصين وروسيا والبرازيل. على الرغم من أن الولاياتالمتحدة أدخلت معايير الإضاءة ذات الكفاءة، إلا أن هذا لم يصل إلى حد فرض حظر كامل على المصابيح المتوهّجة وسحبت تمويل الانتقال من ضوء إلى آخر بعد أن أصبحت رمزًا لتجاوزات الحكومة في أعين نواب حزب الشاي. وفي حين أن صناع المصابيح على الطراز القديم يقومون بإجراء التحوّل، إلا أن الهبوط الحاد في مبيعات المصابيح التقليدية أخذ الصناعة على حين غرة. وأنشأت سيمنز قسمًا خاصًّا للإضاءة منبثقًا عنها في عام 2013، في حين وافقت فيليبس على بيع حصة أغلبية في وحدة مكوّنات الإضاءة وتستعد لتصفية أعمال التركيبات لديها. بعض المحللين يتوقع أن جنرال الكتريك - التي انبثقت من اختراع توماس إديسون أول مصباح وهّاج مجدٍ تجاريّا في عام 1879 - سوف تحذو حذوها. الشركات تركز بدلًا من ذلك على عقود خدمات طويلة الأجل لأنظمة الإضاءة في المباني والمدن، فضلا عن الإضاءة المتخصصة للسيارات، والتطبيقات الطبية والمسارح. وتمثل الإضاءة 20 في المائة إلى 30 في المائة من الاستهلاك العالمي للكهرباء، ونحو 6 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. استبدال جميع الإضاءة بمصابيح LED سيخفض من استخدام الطاقة بنحو 40 في المائة، وذلك وفقًا لما توقعته فيليبس في عام 2013، مما يوفر أكثر من 100 مليار دولار في السنة. يمكن لذلك أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بنحو نفس المقدار الذي تنتجه ثلاثة أرباع السيارات في الولاياتالمتحدة. ويحتمل أن يكون لهذا تأثير أكبر من طاقة الرياح (التي من المتوقع أن تسهم بنحو 7 في المائة من الكهرباء بحلول عام 2020) أو الطاقة الشمسية (حوالي 3 في المائة). وتستخدم مصابيح LED طبقات من مواد أشباه الموصلات لتحويل الكهرباء مباشرة إلى جزيئات الضوء أو الفوتونات، في حين أن المصابيح المتوهّجة تسخن خيوط الأسلاك ولمبات النيون التي تثير الذرات عن طريق تمرير تيار من خلال الغاز. مصابيح LED هي أصغر ويمكن أن تدوم ل20 عامًا. هذه التكنولوجيا أيضًا تجعل شاشات عرض الكمبيوتر أكثر إشراقًا وأرق. والمزيد من المنافسة للشركات الصانعة للإضاءة قادمة من منافسين آسيويين مثل نيتشيا، وسامسونج للإلكترونيات وMLS للالكترونيات، التي تصنعت منذ الآن أشباه الموصلات اللازمة لمصابيح LED ولغيرها من المنتجات الإلكترونية. وحيث إن تحقيق الوفورات في الطاقة يدفع الناس للقبول بمصابيح LED، من المتوقع لهذه المصابيح أن تنير أكثر من 70 في المائة من جميع الأضواء السكنية بحلول عام 2020. والمستهلكون لا يزالون يتهيبون من التكلفة العالية التي يتعيَّن عليهم أن يدفعوها في البداية، على الرغم من أن بعض الحكومات تقدم إعانات للانتقال من الضوء التقليدي إلى ضوء LED. ومصابيح النيون المدمجة الموفرة للطاقة تعتبر منافسًا لمصابيح LED، على الرغم من أنها بطيئة في الوصول إلى السطوع الكامل، ومحتواها من الزئبق يثير القلق حول الأثر البيئي. بعض الناس ببساطة يفضلون ضوء المصابيح الموجود في الطراز القديم الأصفر والأكثر انتشارًا. والتحوّل إلى إنارة الشوارع باستخدام مصابيح LED أثار ضجة من السكان في أجزاء من المملكة المتحدة الذين يشكون من أن الضوء الأبيض يعطي وهجًا قويًّا ويعطل نومهم.