شن الطيران الإسرائيلي فجر السبت غارات على أربعة مواقع في قطاع غزة، اثنان منها لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بحسب مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان. وجاء القصف الاسرائيلي بعد ساعات على إعلان جيش الاحتلال أن صاروخين أطلقا مساء الجمعة من قطاع غزة سقطا في الجنوب بدون أن يسفرا عن ضحايا أو أضرار. ولم تتبن أية جهة فلسطينية إطلاق هذه الصواريخ. وقال مصدر أمني فلسطيني: إن "طائرات حربية من طراز اف-16 نفذت فجرا عدوانا جديدا على أهداف ومواقع للمقاومة في غزة وبيت حانون ورفح والمنطقة الوسطى في قطاع غزة ما أسفر عن وقوع أضرار ولم يبلغ عن وقوع إصابات". واستهدف الطيران الإسرائيلي بصاروخين موقع "بدر" التابع لكتائب القسام في شمال غرب مدينة غزة ما أدى إلى وقوع أضرار، وكذلك قصف بصاروخ موقع "فلسطين" التابع أيضا للقسام في بلدة بيت حانون في شمال القطاع ما أدى إلى أضرار من دون تسجيل إصابات. كما جاء أن الطيران قصف بصاروخ واحد أرضا خالية قرب الحدود في وسط القطاع. من جهته، ادعى جيش الاحتلال أن "طائراته استهدفت موقعين للتدريبات العسكرية لحماس وموقعين عسكريين في قطاع غزة"، محملا الحركة "مسؤولية كل الهجمات القادمة من قطاع غزة". وأعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" أن سلاح الجو الإسرائيلي أغار على أربعة أهداف تابعة لحركة حماس، زاعما أن منها "مجمعين عسكريين"، و"بنيتين تحتيتيْن". من جهة أخرى، شيعت محافظة الخليل السبت 17 شهيدا جرى استعادتهم الجمعة من سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وقد أصيب شاب بعيار ناري في الرأس خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عقب تشييع جثامين الشهداء في بيت امر بالخليل، حيث اطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغازية تجاه موكب تشيع جثمان الشهيد عمر الزعاقيق في البلدة. وقال رائد الاطرش المتحدث باسم عائلات شهداء الخليل إنه تمت مواراة 14 شهيدا من ابناء مدينة الخليل في مقبرة الشهداء في حارة الشيخ بالمدينة. فيما تم تشييع الشهيد عمر الزعاقيق في مسقط رأسه بلدة بيت امر، وكذلك الشهيد حمزه العملة في بيت اولا غرب الخليل، والشهيد حسن الفروخ في مسقط رأسه بلدة سعير. وعم الإضراب الشامل والحداد على ارواح الشهداء مدينة الخليل؛ للتضامن مع اهالي الشهداء. وتوافدت عائلات الشهداء منذ ساعات الصباح الأولى على المستشفى الاهلي؛ لعمل الترتيبات اللازمة، وقد تم نقل الشهداء الى منازلهم لإلقاء نظرة الوداع عليهم من قبل ذويهم قبل ان يتم نقلهم ظهراً الى مسجد الحسين للصلاة عليهم. ومنذ أن وصلت جثامين الشهداء مساء الجمعة الى المستشفى الاهلي شرعت النيابة العامة والطب الشرعي بعمل الاجراءات القانونية والطبية على الجثامين. على صعيد آخر، تواصل الشرطة الاسرائيلية السبت مطاردتها لإلقاء القبض على مطلق النار الذي تسبب الجمعة بمقتل شخصين واصابة سبعة اخرين بجروح في تل ابيب لدوافع لا تزال مجهولة. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد إن "الشرطة تواصل بحثها عن الشخص المشتبه به بقتل اسرائيليين اثنين في وسط تل ابيب"، مضيفا "إن حواجز اقيمت على الطرقات في أماكن مختلفة". ويبدو ان عمليات البحث تجري في مكان آخر بحسب صحافية من وكالة فرانس برس في تل ابيب لاحظت ان حضور الشرطة القوي الجمعة اختفى وان المارة كانوا يتجولون بأعداد كبيرة في الشوارع كالعادة. واعتبر روزنفلد انه يوجد "احتمال كبير بأن يكون هجوما ارهابيا"، مستطردا "لكننا لا نستبعد الدافع الاجرامي". وبعد ظهر الجمعة دخل مطلق النار الى متجر لمنتجات الحميات الغذائية حيث أخرج سلاحا من حقيبة ظهر كان يحملها ثم وقف امام باب المتجر وبدأ يطلق النار من مسافة قريبة على زبائن حانة "سيمتا" المجاورة. وتابع الرجل طريقه على الرصيف نفسه وأطلق النار على مقهى آخر يبعد 150 مترا عن الحانة قبل أن يلوذ بالفرار راجلا. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن مطلق النار عربي إسرائيلي من سكان شمال اسرائيل تعرف والده عليه في أشرطة فيديو كاميرات المراقبة واتصل بالسلطات.