اوضح مدير جامعة الملك فيصل، الدكتور عبدالعزيز بن جمال الساعاتي، أن الميزانية الحكيمة لهذا العام 1437ه - 2016م والتي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله ورعاه" لتشكل منهجًا اقتصاديًّا واعيًا ومدركًا لمشهد غياب الاستقرار لدى بعض الدول المجاورة، ولحجم التحديات الإقليمية والدولية التي أشار إليها «رعاه الله» في كلمته الضافية لتكون في الاعتبار، وبداية إطلاق برنامج عمل متكامل وشامل لبناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة، وترسيخًا لما يتمتع به اقتصاد الوطن بفضل الله تعالى من مقومات وإمكانات تمنحه القدرة على مواجهة التحديات، وهو جلي فيما تزخر به مسيرة الخير، وما تحقق خلال السنوات الماضية من بناء وتنمية، في ظل طموحات الدولة الكبيرة، واقتصادها الراسخ - بفضل الله -، ولأن تنمية الإنسان وخدمة المواطن هي المحور الأساس الذي يحظى بالأولوية والاهتمام، جاء توجيهه "حفظه الله" باستكمال تنفيذ المشاريع المقرة في الميزانيات السابقة والتي دخل كثير منها حيز التنفيذ. لقد فتحت الكلمة السامية حول هذه الميزانية آفاقًا تستشرف مستقبل الوطن الواعد، في ظل سياسة مالية ذات رؤية محنكة بعيدة المدى منحت التعليم والصحة أولوياتها ، إيمانا منها بأن الاستثمار الحقيقي يكون في أبناء الوطن، وتمثلت في السعي إلى تعزيز تعدد مصادر الدخل، ونمو المدخرات من خلالها، وإتاحة فرص العمل، وتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما اهتمت هذه السياسة المالية بالعمل على مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية، وتطوير الخدمات الحكومية المختلفة، ورفع كفاءة الإنفاق العام، ومراجعة منظومة الدعم الحكومي، آخذة في الاعتبار مراعاة التدرج في التنفيذ لتحقيق الكفاءة، والحد من الهدر، وتقليل الآثار السلبية على المواطنين متوسطي ومحدودي الدخل. إن القراءة الواعية والعميقة لهذه الميزانية ومفرداتها تكشف عن توجه الدولة "أيدها الله" في ظل هذه التحديات للتركيز على المصالح العليا للوطن، ورفع الإنتاجية الاقتصادية، وهو ما يعزز طموحاتها في برنامج التحول الوطني لبناء خطة استراتيجية اقتصادية تنموية مستدامة تحقق الأمن والرفاه للمواطن. نسأل الله تعالى أن يحفظ لهذا الوطن قيادته الرشيدة في ظل خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد "حفظهم الله" جميعًا، وأن يديم على هذا التراب الطاهر نعمة الأمن والرخاء، ويحفظ حراس أمنه البواسل، وشعبه الوفي الكريم.