كما هو المتوقع والمنتظر وفي مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها محافظة جدة، دعت جمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية كل من يرغب في الانضمام إليها من أهالي منطقة «الخير» من متطوعين وموسرين لإغاثة المتضررين من كارثة جدة، ولأن الموقف يستدعي هذه الوقفة الإنسانية والاجتماعية .. فقد جاءت الدعوة جادة وصادقة ممن نذروا أنفسهم لمد يد العون، وذلك بالتنسيق في وقت وجيز مع بقية الجمعيات التطوعية والفرق في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى بعض المناطق الأخرى، وقد وجهت الدعوة لجميع شرائح المجتمع للمساندة والدعم، وطلبت من المختصين وذوي الخبرة في مواجهة الكوارث التقدم لمركز التطوع بالجمعية وذلك للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتكون الجهود مثمرة، ولعل هذه المشاعر الفياضة بحب الوطن وروح المواطنة والانتماء تجعل من المصاب الجلل ساحة للعمل البطولي وصورًا تزهو فخرا بشبابنا وفتياتنا، وهنا من القلب نقول لهم امضوا في سبيل الخير .. فالوطن يستحق منا جميعًا هذه الوقفة الصادقة جنبًا إلى جنب، ونقول لمن يود المساهمة في توفير المؤن والمساعدات العينية لأهالي جدة المتضررين، جمعية جود في الدمام وجمعية ود الخيرية في الخبر تستقبلانكم، فهذا الحشد الخير موجه لأهالينا في جدة الذين اجتاحتهم سيول يوم الأربعاء .. لعل هذه المشاعر الفياضة بحب الوطن وروح المواطنة والانتماء تجعل من المصاب الجلل ساحة للعمل البطولي وصورًا تزهو فخرا بشبابنا وفتياتنا فخلفت المأساة الحقيقية بعد أن احتجزت «الامطار» قاطني أحياء شرق عروس المطر وحاصرتهم، ونالهم من الخوف والهلع والذعر ما نالهم، فالطلاب والطالبات احتجزوا في مدارسهم وجامعاتهم لساعات طويلة، والنساء والأطفال وكبار السن داهمتهم مياه السيول في جوف منازلهم، والموظفون لم يتمكنوا من العودة لأسرهم وذويهم بعد أن تقطعت بهم السبل والطرقات، والممتلكات من منازل وسيارات غمرتها وجرفتها السيول، والكارثة النفسية أكبر مما نتصور، فبالأمس كانت «فوبيا المطر» هاجسا مقلقا لأهالي العروس، واليوم تحولت إلى أزمات نفسية بعد أن تكررت المأساة، وفي نفس اليوم «الأربعاء» اجتمعت صور كارثية لنفس المأساة، وفي نفس اليوم .. يصعب معها على عقول ونفسيات من تضرروا نسيانها، والحاجز النفسي الذي وعد مسئولو أمانة جدة بكسره بمجرد سقوط الأمطار فاق بحجمه وصلابته جميع الحواجز والسدود الاحترازية التي وضعتها الأمانة لحل هذه الأزمة، وخير دليل على ذلك سد «أم الخير» الذي لم يصمد طويلاً أمام السيول الجارفة، فالمعاناة أيها الإخوة أكبر من حجم الكارثة وبحاجة لتكاتف من جميع أطياف المجتمع ، فالكل منا على عاتقه مسئولية اجتماعية تحتمها علينا ثوابتنا الدينية ومواطنتنا وإحساسنا بالمسئولية أفرادًا ومسئولين .. ولا أزيد.