عثر علماء صينيون على نوع جديد من الأحجار على سطح القمر، التي تتمتع بتركيبة معدنية مختلفة تماما عن أي شيء سبق أن جمعه العلماء سابقا. واكتشف المسبار القمري "تشانغ إي-3"، الذي أرسلته الصين إلى الفضاء عام 2013، تدفقا قديما لحمم بركانية، وتعرف على التكوين المعدني الذي يتمتع "بتركيبة مميزة". ويعتقد العلماء أن القمر تكوَّن عندما اصطدم جسم بحجم كوكب المريخ بكوكب الأرض في بداية تكون النظام الشمسي، ثم التأم الحطام وبرد، لكن المواد المشعة في الطبقة الداخلية قامت بتسخين الصخور الموجودة تحت القشرة، وبعد نحو 500 مليون عام، تشربت الحفر الناتجة عن الاصطدام على سطح القمر، الحمم البركانية، لتكون ما يعرف ب"بحار القمر" أو "ماريا". وذكرت شبكة سكاي نيوز عربية أنه بدأ الجهاز الذي وضعه الصينيون على سطح القمر بفحص تدفق بركاني وقع على سطح القمر منذ 3 مليارات سنة، ليكتشفوا تركيبة معدنية مختلفة عن تلك الموجودة في العينات التي جمعها رواد فضاء أمريكيون سابقا، وفق ما ذكرت صحفة "غارديان" البريطانية. وكانت العينات التي جمعت سابقا إما غنية بالتيتانيوم أو منخفضة بالتيتانيوم، لكن التركيبة الموجودة في العينات الجديدة فمحتوى التيتانيوم فيها متوسط، لكنها غنية بأكسيد الحديد. وقال البروفيسور برادلي جوليف، من جامعة واشنطن: إن التوزيع المختلف للتيتانيوم على سطح القمر يشير إلى أن الطبقة الداخلية للقمر "غير متجانسة". وفي وقت سابق، كشفت وكالة الفضاء الأوروبية عن نيتها إطلاق رحلات مأهولة لاستكشاف القمر مستقبلا، وتحديدا الجانب البعيد منه، الذي لم يواجه الأرض أبدا، والمعروف باسم "الجانب المظلم"، لكنها تنوي الاستعانة بالروبوتات في البداية. ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية فيديو بعنوان "الوجهة.. القمر"، توضح فيه أهمية القمر كمكان يمكن أن يجمع البشر جميعا لبناء مستقبل واعد، كما يمكن من خلاله استكشاف أماكن أخرى في نظامنا الشمسي، كما جاء في الفيديو. ويتسم "الجانب المظلم" من القمر بالأراضي الوعرة والحفرة العميقة التي تشكلت على مدار مليارات السنين، حيث يتضمن أحد أكبر وأعمق الحفر في النظام الشمسي على الإطلاق، والمعروفة باسم "حوض أيتكين" (القطب الجنوبي)، الذي يبلغ عمقه أكثر من 8 أميال. ولم تطأ قدم بشر من قبل الجانب البعيد من القمر إطلاقا، حيث كانت روسيا أول من يرسل مسبارا لاستكشافه، من خلال المركبة لونا 3، التي نجحت في التقاط أول صورة له. كما قامت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بإرسال قمر صناعي، تمكن من جمع عينات من أسفل تربته وتحليلها لمعرفة ما بها من مواد، حيث عثر العلماء على آثار ماء متجمد.