أظهرت أعمال مراقبة نفّذها التلسكوب الفضائي «هابل» أن القمر «غانيميد»، أكبر أقمار كوكب المشتري، يضمّ محيطاً مائياً شاسعاً تحت قشرته الجليدية السميكة، أكبر من كل المحيطات الأرضية مجتمعة. ويعطي هذا الاكتشاف دفعاً إضافياً لبحث العلماء عن إمكان وجود حياة خارج كوكب الأرض، كما ذكرت الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا)، علماً أن بحوثاً أظهرت أخيراً وجود مساحات مائية تحت سطح القمر أوروبا، أحد أقمار المشتري أيضاً، والقمر أنسيلادوس أحد أقمار زحل. وقال مدير وحدة علوم الكواكب في الوكالة جيم غرين: «نعتقد أن هذا المحيط المائي كان متصلاً في الماضي الغابر للقمر غانيميد بسطحه». ويعتقد العلماء أن عمق المحيط يصل الى مئة كيلومتر، وأنه مغطى بقشرة سماكتها 150 كيلومتراً مكوّنة في شكل أساسي من الجليد. ومنذ سبعينات القرن العشرين، يشتبه العلماء في أن هذا القمر الذي اكتشفه غاليليو عام 1610، يضمّ مساحات مائية. وسبق أن أرسلت «ناسا» مسباراً يحمل اسم «غاليلو» الى جوار كوكب المشتري وأقماره، وحلّق ست مرات قرب «غانيميد»، ورصد عام 2002 وجود حقل مغناطيسي حوله، في مؤشر أول يعزّز فرضية وجود محيط مائي فيه. وفي سياق متّصل، قال علماء الخميس إن للقمر تاريخاً أكثر تعقيداً مما كان يعتقد، إذ يتجاوز عدد طبقات سطحه تسعاً، وهي النتائج التي توصّلوا إليها من خلال رادار على المسبار الصيني «يوتو». ويشكّ العلماء في أن تعدّد طبقات سطح القمر يرجع إلى تدفق الحمم البركانية القديمة، ما أدى إلى الفصل بين طبقاته التي تكونت بفعل عوامل تجوية الأحجار والكتل الصخرية. وكانت مركبة الفضاء الصينية «تشانغي 3»، قد هبطت على سطح القمر حاملة «يوتو» عام 2013، ثم أرسلت المجسّ «يوتو» ومعناه (أرنب حجر اليشب الكريم) في دراسة مستقلّة لموقع الهبوط. وبعدما سار «يوتو» مسافة متعرّجة بلغت 114 متراً على القمر، توقّف بجوار حفرة جديدة نسبياً إلى الجنوب الغربي من موقع الهبوط. وقال لونغ شياو كبير الباحثين من جامعة الصين لعلوم الأرض، في دراسة نشرتها دورية «نيتشر» هذا الأسبوع، إنه مقارنة بمواقع هبوط مركبة «أبوللو» التابعة ل «ناسا» بين عامي 1969 و1972 ومواقع أخرى زارتها مركبات فضائية سوفيتية الصنع، تعتبر منطقة هبوط «يوتو» أحدث. وتشير النتائج الأولية للمهمة الصينية، الى أن انبثاق الحمم البركانية غطى منطقة الهبوط خمس مرات مكوّناً طبقات من البازلت عمقها كيلومتر واحد. ورصد «يوتو» خمس طبقات من الحمم البركانية في المنطقة العليا لسطح القمر بعمق 400 متر. وقال العلماء: «من المرجح أن تكون ثورات بركانية غطّت الفجوات بأعماق أكبر».