استضافت دار «اليوم» صباح يوم الاثنين الماضي مجموعة من الأكاديميين والتربويين والرياضيين للحديث عن الموهبة من الصغار، وكيفية اكتشافهم واحتضانهم وتنمية هذه الموهبة لديهم، حيث كان الحديث ذا شجون وعرض تجارب عديدة لهذه المواهب التي بزغ نجم بعضها، وانطفأ نجم بعضها الاخر، في الوقت الذي يرى الأغلبية ان المدرسة هي المكان الأول لاكتشاف الموهبة ومن ثم تنميتها من خلال ايصالها الى النادي. ربما يرى البعض ان مجرد حديثي هنا عن الموهبة هو للكلام عن لاعبي كرة القدم فقط دون الاعتبار أو الاعتراف بمواهب الألعاب الجماعية الأخرى، وهذا أمر خاطئ، لأن الموهبة ليست حكرا على كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، على الرغم من انتشار أكاديميات كرة القدم في اغلب مدننا، وهو أمر لا خلاف فيه، ولكن هل جرب البعض افتتاح اكاديمية لكرة اليد او كرة السلة، او التنس الأرضي وغيرها ومن ثم الاستفادة من هؤلاء النجوم في مد المنتخبات الوطنية بالموهوبين منهم؟ في عالمنا الرياضي، الكثيرون لا يعترفون الا بموهبة كرة القدم، مع انه لو توفرت الامكانات اللازمة والأدوات في مدارسنا، من اجل ممارسة أكثر من لعبة لوجدنا مبدعين من الطلاب في كافة الألعاب، لتكون المدرسة هي الأساس والمنطلق للموهبة، بدلا من الحديث عن الأكاديميات، أو الذهاب للنادي ومن ثم الاتجاه لممارسة كرة القدم فقط، خاصة وان أغلب أنديتنا حالها حال معظم مدارسنا، تجد معظم الألعاب فيها مشطوبة، ومختفية من الوجود، لنجد كرة القدم فقط هي من تجول في الملاعب، وبالتالي لا غرابة ان لم نجد الموهبة لدينا. الكثير من الآباء ممن يجد في ابنه موهبة لممارسة لعبة ما، تجده يحرص على دفع الكثير من الأموال في سبيل تقدم موهبة ابنه واحتضانها، عبر ملاعب خصوصية ربحية، خاصة لكرة القدم، ولكنه في النهاية يجد ابنه مستمتعا بممارسة اللعبة وينمي من مهاراته، وبالطبع بعيدا عن الأندية التابعة لرعاية الشباب والتي نجد مدرب الفئات السنية ينهي موهبة لاعب خلال دقائق من الاختبارات العشوائية ويرميه خارج أسوار النادي لانه وحسب رأيه لا يصلح، رغم ان الاختبار لفترة وجيزة مع مجموعة كبيرة من اللاعبين. الموهبة وبعد حلقة النقاش التي حضرناها شيء كبير، ولا يمكن اختصاره في لاعب يولد لاعبا محترفا، بل هو لاعب لديه بعض المهارات التي هي بحاجة للتنمية، نعم هي رغبة لمزاولة اللعب، لأي لعبة كانت وليس لكرة القدم فقط، ومن لديه الرغبة لمزاولة اللعبة ولديه الامكانات اللازمة ليطور من نفسه، فأعتقد انه موهبة لا بد من عدم القضاء عليها، ولكن السؤال الأخطر في كل هذا الموضوع، من سيكتشفه؟ وبعد الاكتشاف من سيحتضنه؟ إن لم نقل من سينهيه سريعا!؟