حصد معرض جدة الدولي للكتاب منذ انطلاقة فعالياته وحتى اليوم 624,036 زائراً، في حين حقق خلال إجازة نهاية الأسبوع الماضي، مبيعات قدرت ب 15 مليون ريال، واكتظاظ أعداد الزائرين لاقتناء الكتب التي تحمل عناوين في مختلف مناحي المعرفة التي قدمتها دار النشر المشاركة في المعرض محلياً وعربياً وعالمياً . فيما أبى كبار السن إلا أن يضعوا بصمتهم في المعرض مستعينين بكراسيهم المتحركة للتجول في مختلف الأجنحة المشاركة التي جذبت بتنوعها الثقافي والمميز جميع شرائح المجتمع . وحرص كبار السن على اقتناء ما يروق لهم من كتب الثقافة والأدب وما يلامس احتياجاتهم وميولهم، حيث أكد الزائر عبد العزيز رجب، الذي لم يمنعه كبر سنه هو وزوجته أن يتجولا عبر كرسيهما المتحركين في أرجاء المعرض على اغتنام مثل هذه المناسبات والحدث الثقافي الأكبر من نوعه، والذي يعد فرصة لكل أهالي محافظة ومرتاديها في تنمية حسهم الفكري والثقافي عبر أجنحة وأقسام وأركان المعرض المختلفة . وبين أن مجيئه وزوجته للمعرض تعد رسالة لكل من هم في هذا العمر لمتابعة القراءة التي ليست حكراً على أحد، داعين جيل المستقبل لمتابعة مثل هذه الفعاليات التي تنمي الحس الثقافي تجاه الكتاب. فعاليات ثقافية وشهد المعرض ضمن فعالياته الثقافية إقامة ورشة عمل حول "التصوير الضوئي" بمشاركة الفنانتين وفاء أحمد يريمي وهناء محمد تركستاني ركزت على فن التصوير الضوئي الذي يتميز بسهولته وإمكانية تعلمه وممارسته، من خلال استخدام بعض الأدوات والمعدات البسيطة الخاصة بالتصوير التي تساعد المصور على التقاط الصورة بجودة وإمكانات متاحة . وتناولت الورشة عددا من الأمور التي يجب أن يتعلمها المصور وتعد أساسيات في هذا الفن الجميل والتفكير في تحسينه وتطويره عبر شراء المحلقات والعناصر الأخرى التي تعتبر أكثر مهنية واحترافية، إضافة لشرح بعض العناصر التي يجب توافرها لنجاح هذا الفن وأولها الضوء الذي يعد العنصر الأكثر أهمية في عالم التصوير الضوئي، والكاميرا التي تعد الأداة التي من خلالها يمكن للمصور أن يرسم من خلالها بالضوء ، وينتج صورة نهائية كاملة متكاملة، إضافة إلى الهدف الذي يرغب في التقاطه وتصويره . ونبهت الورشة إلى عدد من الأمور التي يتوجب على المصورين المبتدئين الذين يرغبون في دخول غمار هذا الفن الجميل، أن يتعلموها، ومنها المبادئ والأساسيات لفهم التصوير الفوتوغرافي بشكل عام والتعرف على مختلف الأدوات والملحقات المستخدمة في هذا الفن، بالإضافة إلى كيفية التعامل معها بشكل جيد. في حين قدمت ندوة "العلاقة بين المؤلف والناشر" التي حظيت بمشاركة أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن بن عواد السريحي، ومدير إدارة النشر بشركة العبيكان للأبحاث والتطوير رئيس تحرير مجلة الفكر الإلكترونية، محمد بن عبدالله الفريح، وتناولت طبيعة العلاقة بين المؤلف والناشر التي يحكمها الجانب الثقافي والتجاري والإنساني والمهني . وألمحت إلى أن الناشرين اختلفوا وأصبح هناك الناشر الذي يتكفل بالمراجعة والتصميم والتحرير والطباعة والتسويق، وهناك الناشر الذي يعمل بحسب الاتفاق ويطبع عدداً محدداً من النسخ ويأخذ المقابل لذلك كدار للطباعة، وهناك الناشر الذي يقوم بالعمل والمؤلف يدفع الفاتورة . وتطرقت الندوة إلى أن الناشر يجري وراء الكتاب المباع مثل الكتاب المقرر والكتاب الجماهيري كالمتعلق بالدين والطبخ والروايات لافتة إلى أن هناك ناشرين في السابق للثقافة وأصحاب الفكر والرؤية معرجة على الخلافات بين المؤلف والناشر والتي تكمن في فهم المؤلف للعقود وهل هي للطباعة فقط أو للطباعة والتوزيع أو للتوزيع فقط . كما شارك مكتب التربية العربي لدول الخليج في المعرض بجناح يبرز مجهوداته في مجال التربية والتعليم والثقافة وإحداث نقلة نوعية في تعليم اللغة العربية وتحسين مخرجاتها . ويقدم الجناح نبذة عن المكتب الذي أنشئ في عام 1395ه - 1975م ومقره الرياض، وعدد الدول السبع الأعضاء فيه، وهي: دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية اليمنية، ودولة الكويت ، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر . ويتصدر واجهة الجناح عدد من إصدارات المكتب التي يبلغ عددها أكثر من 1150 إصداراً في مجال التربية والتعليم ونشر الوعي والترجمة واللغات وتنمية المهارات والتقييم التربوي للطلبة والتحصيل الدراسي وتنمية القيم المهنية، بما يعود بالنفع على التربويين وطلاب العلم في الدول الأعضاء .