من الصعب أن تكتب عن رياضة القطيف وأنديتها وإنجازاتها دون أن يكون هناك تقصير أو نسيان لإنجازٍ ما، أو بطلٍ أو بطولة. تميّزت القطيف بالأنشطة الرياضية والثقافية، فالقطيف تحتوي على 13 ناديا وهو أكبر عدد من الأندية بين مناطق الوطن الكبير. واستطيع أن أقول إن جميع هذه الأندية نشأت واستمرت وأبدعت بدافع التحدي، وذلك لإمكانياتها المتواضعة جدًا.. ولكنها بفضل عشق الرياضة والوطن حققت الكثير من الإنجازات والتي لا مجال لذكرها هنا. ويُعتبر نادي الخليج أحد أقدم أندية المملكة، إذ يأتي في الرتبة الثالثة من حيث التأسيس بعد ناديي الاتحاد والأهلي إذ تأسس عام (1945)، وكذلك الصفا حيث تأسس عام (1948) ويأتي في المرتبة الثامنة. وتعد أندية القطيف من أهم ممولي المنتخبات الوطنية، حيث إنّ كرة اليد، والتي تعد اللعبة الأبرز من حيث المنجزات بالوصول إلى كأس العالم ست مرات بالإضافة إلى البطولات العربية والآسيوية، هذه اللعبة تعتمد اعتمادًا رئيسيًا على أندية القطيف، ويأتي في طليعتها الخليج والنور ومضر. وقد كان الخليج الرائد في التقدم لهذه اللعبة وشعبيتها، حيث حصل على تسع بطولات في الدوري، وسبع في الكأس، وبطولتين عربيتين. ثم يأتي النور بثلاثة ألقاب دوري، وثلاثة في الكأس، وأربعة في النخبة، وبطولتين عربيتين، وبطولة خليجية. ويأتي بعدهما مضر ببطولتين في الدوري، وبطولة كأس، وثلاث في النخبة، وبطولة آسيوية، ومشاركة مشرفة في بطولة أندية العالم. وقد ساهم في بروز هذه اللعبة كوادر إدارية مميزة، يأتي في طليعتها محمد المطرود، الذي رأس اتحاد كرة اليد لسنوات طويلة، وصعد بالمنتخب لكأس العالم 5 مرات، كما برز نجوم على المستويين العربي والآسيوي يأتي في مقدمتهم الأسطورة السيد أحمد حبيب، ومناف آل سعيد. كما تأتي أم الألعاب -ألعاب القوى- كأحد أبرز ألعاب المنطقة ومن نجومها : د.حبيب ربعان، عبدالعظيم العليوات، حسين السبع، محمد الخويلدي، كمال السبع، محمد المطرود، أمين العرادي، وعلي الزاكي. وتبرز أندية الصفا والخليج والنور والهدى في اللعبة. كذلك برز نادي المحيط في الكرة الطائرة وحقق بعض البطولات، والسلام في كرة الطاولة والدراجات، والترجي في الملاكمة وبناء الأجسام. أما في كرة القدم، فقد كان للإمكانيات البسيطة دور كبير في عدم البروز بالشكل المناسب، وأبرز إنجازات المنطقة فيها هي صعود نادي الخليج للدوري الممتاز لثلاث مرات، كما قدمت أندية القطيف نجومًا للمنتخبات، منهم عثمان مرزوق، جاسم قرطاس، إبراهيم السيهاتي، عبدالله الزاكي، خالد المرزوق، شمروخ، حسن الراهب، حسين الصادق وغيرهم. وقد ساهم رجال هذه المنطقة في الحركة الرياضية بشكل مميز، حيث كما ذكرنا سابقًا تقلّد محمد المطرود رئاسة اتحاد اليد السعودي والعربي، كما تقلد منصب مستشار الرئيس العام لرعاية الشباب. ويرأس أيضًا اتحاد رفع الأثقال حاليًا سلمان الجشي، وهناك أسماء كثيرة التحقت بالعمل كأعضاء في الاتحادات، منهم أحمد المعلم- يرحمه الله- كعضو في اتحاد كرة القدم، كذلك علوي مكي كان رئيس مكتب رعاية الشباب بالقطيف. ختامًا، أنتهز هذه المناسبة لمناشدة أمير المنطقة الشرقية، وهو الحريص على جميع الأندية بأن يكوّن لجنة رياضية عليا من الخبراء الرياضيين في المنطقة الشرقية، تُعنى بدراسة أوضاع الأندية ودعمها وحل مشاكلها.. والتي تسببت في كثير من التراجع لرياضة المنطقة. كما أناشد الرئيس العام لرعاية الشباب أن يزيد من الاهتمام بالأندية، بتوفير موارد لها ولجميع أندية الوطن. فرياضتنا لن تستمر، وتتقدم بكرة القدم فقط، وكرة القدم لن تتطور بالاهتمام بأندية الدوري الممتاز فقط، بل إن الأندية الصغيرة هي الرافد الحقيقي الذي يكوّن بيئة طبيعية تصبح مخزونًا استراتيجيًا للأندية الكبيرة، وكذلك للمنتخبات الوطنية.