قبل أيام نظم مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية بحضور ورئاسة سمو ولي ولي العهد ورشة عمل تتعلق بالاعلان عن برنامج التحول الوطني واستعراض لاستراتيجية الدولة للاعوام ( 2016 - 2020 )، والتي ركزت على ثلاثة محاور رئيسية وهي (المجتمع، والأجهزة الحكومية، والقطاع الخاص)، ويرتكز هذا التحول على قياس اداء الأجهزة الحكومية من خلال أكثر من خمسمائة مؤشر لقياس الأداء والإعلان بكل شفافية عن النتائج لاطلاع المجتمع على سير خطة العمل وتقييم الأداء. من المؤكد أن الجميع تابع بسعادة بالغة الإعلان عن هذا البرنامج وما جاء في ورشة العمل التي عقدت وما صاحبها من نقاشات وأفكار ورؤى ونتائج ستؤدي إلى احداث تغيير إيجابي كبير في مسيرة التنمية للوطن والمواطن خلال الفترة القادمة، ولعل استعراض معالي الوزراء لخطط العمل المقبلة والنقاشات التي صاحبت ذلك أرسل رسالة واضحة اننا أمام تغيير جذري قادم في الفكر والممارسة لإدارة الدولة وعلى عتبات عهد جديد مليء بالعمل والانجاز بإذن الله. منذ زمن والجميع دون استثناء ينادي بتحول شامل حقيقي يتواكب مع التغيرات العالمية والتحديات المتتالية التي تواجهها الدولة على جميع الاصعدة، واعتقد ان برنامج التحول الوطني هو بمثابة البداية لتحول أكبر وأشمل سيكون مدعوما بنسبة تفاؤل كبيرة من كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن يأمل أن يرى المملكة وشعبها في المكان الذي تستحقه اقليميا وعالميا. عاصفة الحزم التي تقودها المملكة تمثل بعدا استراتيجيا عميقا ورسالة لكل دول العالم عن أحقية المملكة للدفاع عن أمنها القومي حتى لو كانت القوة هي الحل الوحيد، وفي ظل هذه المعطيات المعقدة والمتشابكة في نفس الوقت، أرى أن الدولة نجحت حتى الآن في تحويل الأزمات إلى فرص والسلبيات المصاحبة إلى ايجابيات عبر رؤية شاملة ومحددة مدفوعة من أعلى سلطة في الدولة عنوانها الحماس والاصرار والشفافية في استقرار ورفعة الوطن والمواطن. نحن الآن ومع هذا الإعلان أمام فرصة حقيقية للذهاب بعيدا نحو الارتقاء الى القمة، والتحول الحقيقي لن يكون إلا من خلال العمل والعمل فقط، لذا فان المراحل التي سيشهدها هذا البرنامج ستواجه تحديات كبيرة، ومتى ما كان المسئول والمواطن يلتمس أهمية الدور الذي يقوم به في إنجاح هذا البرنامج، فان النتائج ستكون سريعة وملموسة، ومن هنا فهي دعوة لكل مواطن ومواطنة لان يستشعر حجم المسئولية الملقاة على عاتقه، وأن يعمل ويشارك ويساهم ايجابيا يدا بيد لتحقيق أهداف هذا البرنامج. من المؤكد أن الأيام القادمة ستكون في غاية الأهمية والمواطن هو محور العمل وفي هذه المرحلة نسأل الله أن يوفق حكومتنا الرشيدة لما فيه خير للوطن والمواطن.