لقد بدأت إدارة نادي الهلال بقيادة الأمير نواف بن سعد تتلمس الداء الذي كان يعاني منه فريقها منذ تسلم المدرب اليوناني جورجيوس دونيس مهام عمله على رأس الهرم الفني للفريق. وشاهدنا في المباراة الماضية أمام هجر بغض النظر عن نتيجتها كيف تخلى دونيس عن بعض قناعاته (أقول بعضها وليس كلها) من أجل عودة بريق ولمعان الفريق الأزرق، ومن أبرز تلك القناعات إبعاد سلمان الفرج عن مركز المحور الدفاعي وستكون تلك الخطوة الإيجابية واحدة من خطوات تعديل المسار مستقبلا، وأهمها رسم التشكيل المناسب مع بداية كل مباراة والاعتماد على مجموعة من الخطط الفنية وليس على طريقة واحدة يتم اعتمادها وتنفيذها مع جميع الفرق إضافة إلى القراءة الجيدة في إجراء الاستبدالات خلال المباريات. وبقي الأمر الأهم وهو وضع اللاعب المناسب في المركز المناسب الذي يتناسب مع قدرات اللاعب وعطائه. وأمام دونيس مهمة أخرى مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية والتي سيتم فيها دعم الفريق بمجموعة لاعبين محليين وأجانب ويقابل ذلك إعارة أو إبعاد بعض اللاعبين الذين لن يستفيد منهم الفريق مستقبلا. وتلك العملية بالتحديد يجب أن تتم بالتوافق مع إدارة النادي وجهاز كرة القدم المشرف على الفريق ولا تترك الحرية المطلقة للمدرب دونيس لإحداث تلك الغربلة وسط فرجة المسئولين في النادي وعن الفريق. وهنا أنا لا أقدح مطلقا في ثقة إدارة النادي بالمدرب دونيس وإلا لتم الاستغناء عن خدماته منذ فترة. إن لغة التفاهم والتناغم بين أي مدرب في العالم والمسئولين عنه مهمة جدا وعندما يتم اتخاذ القرار ويكون بمجوعة من وجهات النظر خير من أن يتخذ القرار الفردي وعندها لن يفيد الندم على اللبن المسكوب فالمدرب راحل مهما طالت فترة إقامته وسيدفع ثمن القرار الفردي الفريق. وأعتقد جازما أنه إذا ما تمت تلك الإجراءات فإن الهلال قادر على المحافظة على الصدارة بل والعودة لحمل اللقب المفقود منذ أربعة مواسم وهذا ما يتمناه الشقردية، ويرعب إعلام الضد الذي ما زال يتحدث عن الصدارة ومن هو صاحبها وسيظل الحديث عنها يتواصل طالما جاءت الفتوى الرسمية من لجنة المسابقات التي أوضحت أن المتصدر هو الأهلي. والصحيح والمتعارف عليه في كل بلدان العالم أن صدارة أي مسابقة تلعب بنظام الدوري من دورين تكون بفارق الأهداف، إلى أن يتم لعب المواجهة المباشرة الثانية عندها يتسلم الصدارة بل ويحقق اللقب من لديه أفضلية في المواجهات المباشرة. ومن يعزف على وتر الصدارة بالمواجهة المباشرة يتحدث من وحي خياله وعن أمنياته. الصدارة هلالية وستظل هلالية إلا إذا اقتنصها الأهلي بفارق النقاط أو الأهداف. خاطرة الوداع .. تأخير البت في إصدار أي قرار يؤكد أن هناك لعبة خلف الكواليس.