نحمد الله أن خطباء المساجد الذين يقفون على منابرهم لدينا من خيرة الرجال الذين يحملون من العلم والمعرفة الكثير ويقدمون عصارة ذهنهم وأفكارهم الى المصلين ويحملون هم المجتمع كي ينيروا طريقهم ويساعدوهم على الالتزام بالطريق الصحيح.. خلال الأيام القليلة الماضية حظيت المنطقة الشرقية بتنظيم وإقامة دورة للخطباء نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعنوان (دور الخطيب في الوقاية من الأفكار الضالة) طرحت خلالها حلقات للنقاش واستضيف فيها بعض أئمة المساجد الذين يحملون رسالة الخطابة الى الناس. ولا شك أنها من أهم الأحداث التي يجب العناية بها فهي مرتبطة ارتباطا كاملا بهموم البشر. وكان من أبرزها حديث فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع المنطقة الشرقية. لقد تميزت تلك الحلقات بالنقاش وعرض الآراء والتي كان من أهمها مواجهة الغلو والفكر المنحرف والنصح للراعي والرعية وبيان حقوق ولاة الأمر وأهمية الرجوع الى العلماء قبل الإفتاء وعرض الرأي والتأكيد على عظمة ومهمة رجال الأمن في الحملات ضد الإرهاب والتضامن معهم لمواجهة التطرف والتعصب الفكري وعصمة الدماء والأنفس وتحريم قتل النفس بغير حق وخطورة مسائل التكفير واخذ الحذر من الآراء الشخصية والدعوة الى الوسطية وضرورة الكشف على الفئة الضالة الذين يرهبون المسلمين والعناية بأفكار الشباب وفتح قنوات الحوار الهادف معهم والبعد عن التعصب وتحمل كل الأسئلة التي يطرحونها وأن تكون صدور الخطباء مفتوحة اى لا تضيق بالأسئلة الحرجة حتى يزول اللبس عليهم ويرفع الحرج من النفوس ويكون التقارب والقبول وعدم الخروج بمواضيع لا تفهمها العامة وعدم الانفراد بالرأي وإذاعة الأخبار إلا أن تكون سارة, وضرورة التمعن في عواقب الأمور والتبسيط في توضيح الحجج والتذكير بنعمة الأمن وغيرها وهذا من أهم ما تحدثوا فيه خلال هذه الحلقات.. الحقيقة يشعر المتابع بالفخر والاعتزاز عندما يشاهد هؤلاء النخبة من المتحدثين من العلماء والمشايخ والفضيلة والخطباء الأفاضل الذين سينقلون هذا العلم لكافة فئات المجتمع من خلال منابرهم. هذه اللقاءات جميلة ورائعة فليتها تتكرر لكافة الخطباء حيث يوجد لدينا المئات منهم يحتاجون مثل هذه الحلقات العلمية كما أن اجتماعهم مع هؤلاء النخبة يتم فيه تبادل الخبرات والمقترحات ونقل ما يحمله هؤلاء الخطباء من هموم وملاحظات واقتراحات يتمنون أن يصلوا بها إلى حل والذي لا يمكن معالجتها إلا في مثل هذه الحلقات الخيرة. هنيئاً لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية بمثل هذه الفعاليات التي تقام لكي تثري المزيد من الأفكار الصحيحة وحل قضايا المجتمعات والحد من الفكر المتطرف والمواضيع التي لا يستفيد منها المجتمع. نحمد الله أن خطباءنا منهم الشيخ والعالم والقاضي والأديب والدكتور والأستاذ والمعلم والشاعر والخبير وغير ذلك.. ثقافات متنوعة تختار ما تريد يستحقون منا التقدير والاحترام فهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى وهم الذين يقودون الأمة الى جادة الحق والصواب.. حفظهم الله.